أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة33)

 

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الحلقة 33

بعد أن تأكد زميليَّ أنني أوافقهما في تحليل الوضعية العامة للبلد في ظل الحرب ،انتقلا بكياسة إلى طرح فكرة البحث عن مخرج من هذا المأزق ، ولمحا إلى أن لاسبيل لإقناع القيادة السياسية بالعمل على إيقاف الحرب، وافقتهما أيضا على الإنطباع ، حينئذ اطمئنا إلى أنه صار بإمكانهما مكاشفتي بالأمر، فحدثاني عن نيتهم القيام بانقلاب عسكري، وسألاني إن كنت مستعدا للمشاركة في تنفيذه ، فأجبتهم بأنني على كامل الإستعداد لذالك، ورغم أن فكرة الإنقلاب لم تخطر إطلاقا قبل ذالك على ذهني فإنني لما وجدت مجموعة من زملائيي الضباط يرون أن فكرة الإنقلاب هي الحل الوحيد لمأزق الحرب لم أتردد في الإنخراط في هذا المشروع

بعد إعلان موافقتي طلب مني زميلاي -الذين كانا حتى ذالك الحين لم يفاتحا غيري في هذا الموضوع- طلبا مني أن أفاتح أحمدو ولد عبدالله لإقناعه بالإنخراط في هذ المشروع، وقالا لي إنهم سيتصلون بمولاي ولد بوخريص ليطلبوا منه الإنضمام إلينا، وانهم أيضا سيتواصلون مع بعض الأطر لإقناعهم بالإنصمام ليكونوا جناحا مدنيا لنا، كما اتفقنا على أن نبقى على اتصال دائم لتنسيق خطوات التنفيذ، بما في ذالك عقداجتماعات في نطاق ماتسمح به ظروف عملنا، وبما لايثير الشبهات حولنا

وقد أتصلت في أول فرصة سنحت لي بأحمدو ولد عبدالله وعرضت عليه الفكرة فاستجاب لي على الفور ، فقد كان يشاركنا نفس التقييم القاتم للوضع، وبعد أن صرنا أربعة بدأنا في عقد الإجتماعات للتنسيق وكانت تتم في الأماكن العادية إذ كنا نموه لقائاتنا بأننا( نلعب الورق) وهذه الإجتماعات كنا نحضرها نحن الأربعة ( أنا .. المصطفى ..جدو.. أحمدو) فقد رأينا ألا يحضر مولاي ولد بوخريص هذه الإجتماعات حتى لانثير شبهة حوله ، فلم يحضر مولاي أي اجتماع رغم أنني اعتقد أنهم أعلموه قبل عقد أي اجتماع لنا

في بداية عام 1978 أهدى لنا النظام “هدية ثمينة “من حيث لايشعر، حيث عين المصطفى على قيادة الأركان، فأدركنا أن علينا استغلال ذالك بأسرع مايمكن ، فبدأنا تكثيف الإجتماعات التي كان بعضها يتم في قيادة الأركان، أوفي بعض المواقع التابعة للمنطقة العسكرية السادسة، كما صارت اجتماعاتنا تتطرق للأمور التفصيلية مثل البيان الذي سيصدر فورتنفيذ الإنقلاب وتشكلة اللحنة العسكرية، وكيفية التعامل مع كبار الضباط الموالين للنظام ، إلى غير ذالك من التفاصيل

لقد أتاحت لنا المواقع المتقدمة التي صار يشغلها اثنان من قياداتنا ( قيادة الأركان والمنطقة العسكرية السادسة) أن نتشجع أكثر على مفاتحة عدد آخر من الضباط، فقد علمت لاحقا أن زملائي أعلموا بعض الضباط الذين كانوا يشغلون مراكز قيادية في المؤسسات والمناطق العسكرية، فقد أعلم مولاي ولد بوخريص ضباطا كانوا معه في أطار بالموضوع وتمكن من استمالتهم إليه، كما أني حين سلمت قيادة آوسرد للرائد جدو بعد تعييني على ازويرات حسب الخطة التي سأشرحها لاحقا، أعلمت بعض الضباط الذين كانوا تحت إمرتي باحتمال أن يقع انقلاب عسكري على النظام القائم سيكون لقطاعهم وقائدهم ( جدو) دور فيه وطلبت منهم أن ينضموا إلى جدو حين يقرر التحرك، ومن هاؤلاء الضباط “جوب عبدالله” “وكمراجيابي”

يتواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى