مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة 15)
مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 15
-في مواجهة شكوك الولاء
لماندلعت حرب الصحراء كنت لا أزال في الحرس الوطني، مع أنه كان من الطبيعي أن أستدعى للجيش بوصفي أحد ضباطه السامين لكن لكوني من أوصول صحراوية جعل البعض يتخوف مني ويشكل في إخلاصي لوطني، لذالك بقيت في الحرس مدة بعد اندلاع الحرب ووقوع المعارك الأولى “مثل عين بنتيلي “وإينال “ولكويرة ” ولم أعد للجيش إلا بعد أن اشتدت الحرب ولم يبقى في قيادة الأركان في نواكشوط إلا براهيم ولد عالي انجاي على المكتب الأول فطلب من القيادة أن تعيدني للجيش قائلا ان من غير المعقول أن يبقى ضابطا مثلي بعيدا عن رفاقه وهم يخوضون حربا ضروسا
وحتى بعد أن أعادوني للجيش فإنهم لم يرسلوني مباشرة إلى الميدان رغم أني خدمت مرات عدة في مناطق الشمال التي أصبحت ساحة حرب مفتوحة ، بل إنهم ابقوني في القيادة أنا والراهيم ولد عالي نجاي وأحمدو ولد عبدالله الذي أعيد من نواذيب بعد اندلاع الحرب ، فجعلوني أنا على المكتب الثالث ، وأحمدو على المكتب الرابع وابراهيم على المكتب الأول كانوا ينظرون لنا على أننا من البوليزاريو، لأن ابراهيم -رغم أنه زنجيا- إلا أن والدته من ارقيبات، أما أحمدو فيقولون أن أوصوله البعيدة من أولاد دليم، وكنا نحن الثلاثة نشعر بالألم كثيرا من هذه التهم في ولائنا لوطننا
وأغرب ماقاموا به تحت تأثير الشك في وطنيتنا هو أنه حين وردت الأخبار الأولى عن الهجوم على ” عين بنتيلي” وقرروا أن يرسلوا ضابطا لقيادة مجموعة من البير لنجدة سويدات والمحاصرين معه في بنتيلي لم يكن أمامهم من خيار غيرنا نحن الثلاثة، لأننا موجودون في نواكشوط ، وليس على أساس معرفة المنطقة ولا الخبرة السابقة بالوحدات التي ستتم بها نجدة سويدات
لذالك لما أرسلوا ول عالي نجاي لنجدة سويدات لم يصله إلا بعد فوات الأوان رغم أنه سافر بالطائرة الى البير التي سيقود منها وحدة عسكرية لفك الحصار عن سويدات، لكنه لعدم خبرته في المنطقة لم يصل إلى عين بنتيلي
يتواصل…