مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة السادسة)

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله

من القصر إلى الأسر

الإلتحاق بأكادمية سانسير

الحلقة السادسة
في أكتوبر 1961 توجهت إلى فرنسا وكان علي قبل أن ألتحق بأكادمية ” سانسير” أن أدرس سنتين تحضيريتين في ” ستراسبورغ” لتهيئة مشاركتي في مسابقة الأكادمية ، لكنني تمكنت من إكمال الدراسة التحضيرية في سنة واحدة والتحقت بالأكادمية التي كانت تعد جوهرة العسكرية الفرنسية وفي السنوات التي أمضيتها فيها كانت تدريباتها شاقة بشكل لايتصور، ذالك لأنه في تلك الفترة كانت حرب الجزائر لاتزال قائمة ، لذالك كانت كل تدريباتنا منصبة على الجانب البدني التطبيقي أما الدروس النظرية فمتوقفة تماما وكان مدربونا يهتمون أساسا بقوة التحمل البدني والنفسي ، فقد كانوا يدربوننا على كافة الأوضاع مثل العدو لمسافات طويلة والقيام بأعمال شاقة وتحمل الإكراهات النفسية وحمل الأثقال وغير ذالك
وبعد الدراسة فيها لمدة عامين تخرجت سنة 1964ً
وأذكر هنا أن عسكريين موريتانيين تدربوا قبلي في هذه المدرسة ، وهم تحديدا “أحمدسالم ولد سيدي” ومحمد محمود ولد أحمدلولي” سبقاني بعامين
كما التحقت بالمدرسة في عامي الثاني دفعة منها ” يالل عبدالله ” وجوب عثمان” وكانْ همات” وكانوا جميعهم يدرسون في الأقسام المخصصة لضباط الصف المتميزين ، وقبيل مغادرتي لفرنسا التحق بنا ” سوماري سليمان” وأذكر أنه في أيامه الأولى في المدينة كان يتردد علي كثيرا ليسألني عن عاداة الفرنسيين والسلوك الذي ينبغي التحلي به في فرنسا ولعله كان يخشى أن تصدر منه هفوة يوصف من خلالها بأنه شخص لايعرف مقتضيات الحياة المدنية ، كما كان معنا العديد من الضباط الأفارقة بعضهم أصبح لهم فيمابعد دور في بلدانهم ، من بينهم ضباط سينغاليون أصبحوا بعد عودتهم لبلادهم جنرالات اثنان منهم الآن سفيرين في بريطانيا وكوناكري
بعض تخرجي من ” سانسير” التحقت ب” سين ماكسين” للتخصص في أحد الفنون العسكرية، وهنا وقعت معي حادثة كان لها بعد ذالك تأثير قوي في مساري العسكري وهي خلاف وقع بيني وقائد الأركان ” أمبارك ولد بونه مختار” حول التخصص الذي سأختاره، فقد كنت أنوي التوجه لتخصص الهندسة العسكرية وراسلت قيادة الأركان بذالك، لكن امبارك رفض ذالك بدعوى أن موريتانيا ليست لديها منشئات ولا أهمية للهندسة بالنسبة لها، وأمر أن أختار ” المشاة” فلم يعجبني هذا الجواب ، فرددت عليه برسالة شديدة اللهجة قلت له أن رده غير مقنع لأني على علم بأن عددا من الموريتانيين اختاروا تخصصات هندسية ولم يمنعهم أحد من ذالك بحجة أن البلاد ليست لديها منشئات وختمت رسالتي بأني لن أتنازل عن خياري، وحين وصلته الرسالة غضب غضبا شديدا وأرسل للفرنسيين بأن ينفذوا في حقي عقوبة السجن 15 يوما فجاؤوني بها لأوقعها دليلا على أنهم أشعروني بها لكنهم قالوا أنهم لن يطبقوا العقوبة علي