كان صرحا من “طموح” فهوى…
بداية، أشكركم سيادة الوزير Mohamed Melainine Eyih وقد كنتم على مستوى رفيع من تحمل المسؤولية، وأبيتم إلا أن تنجو بما تبقى من كرامة الوزارة؛ وقد أُريقت لصقل درن التلاعب بمقدمي خدمة التعليم وتسويفهم… قبل أن تذعن لهم صاغرة…
وقد حُق لهم ذلك، فما من شيء استعصى على طالب الحق ولو أمهلته المقادير إلى حين
سيادة الوزير أكتب لكم…. وكلي أمل أن ينفُذ تظلم شاب في مقتبل العمر إلى مسمعكم الكريم، وتدركون من أين تؤتى المكارم.
يكتب لكم بمداد عرقه المدرار، وقد أينعت منه – على ضفاف سنته الثالثة – بذور مجهوداته، ومحطات تدريسه المؤلمة، بعد أن تداركته عقيدة الإخلاص؛ وأذغن لسنفونية القضاء المرة.
أذبلتْ سنينُه الثلاث زهرةَ طموحه الشبابي؛ فآثر أن يسقي من ماء طموحه وآماله ربوعَ وزارتكم الجدباء، وإن كان به خصاصة.
تنسَّم من عبير طباشير ثانوية أكجوجت… حتى الألفة والإدمان
خُلقتُ ألوفا لو رجعت إلى الصبا
لفارقت “حلمي” موجع القلب باكيا
أحْرقَ سفن الأمل والطموح، وراء خدمة مجتمعه…
وقد سددتم عن عينيه مشارفَ مستقبله الزاهي؛ حتى تغيبت…
أبعد أن رستْ به سفينة الجد والإخلاص، على ضفاف حلمه أو كادت… أسبغتم عليه الصدود والإدبار..
أيكون جزاؤه أن يُلقى به في “سلة المهملات” وقد غرَّد سِرْبُه بقرب تحقق ثمار نضاله الشاق… وتجلت خطة الترسيم.
أسرب القطا هل من يعير جناحه
لعلي إلى من قد هويت أطير
أبعد أن اخضرت دفاتر طلابه، ورطِبت به ألسنة المنسيين من طلابكم الكرام، يكون له “جزاء سنمار” مكافأة؟
سيدي الوزير، قل لي كيف أقنعكم؟ وأنتم بما أقول بصير
إذا محاسني الآئي أدِلُّ بها
كانت عيوبي فقل كيف أعتذر؟
أما وجدتم من المكافأة إلا أن تُلزموه “تكوين المعلمين”، وقد ضاق عليه… وما رحُب، واستنفدتْ منه دهاليز وزارتكم – وهو لها كاره – الصبرَ، حتى نفِد
نعم، عيوبه كثيرة، وأولها: أن شارك مرغما لظروف أسرية “أبوية” في مسابقة تكوين المعلمين، وهو لها من الكارهين، “وعلى نفسها جنت براقش”.
وليس بمعهود لضارب نفسه
وإن جلَّ ذاك الضرب أن يتألما.
لكنه تألم، وارتوى من كأس المعاناة حتى الثمالة…
سيدي الوزير: اعذروني إذا بدوت حزينا
إن وجه “المظلوم” وجه حزين
نعم، وقع عقديِ الخدمة؛ نعم تحمل حتى أواخر شهر اكتوبر الماضي جدولا دراسيا على كاهله بدون تعويض…
نعم، استقال من “التكوين”، حتى قبل أن يصيح به مدير إدارة المصادر “الصغرى”؛ وقد أجمع العزم على أن يحول بينه وبين الرجوع لتلامذته المميزين
سيدي الوزير، ألا يكفي من وأد الحلم… أن قبل خدمةً “تطوعية”، كل هذه المدة، ألا يرضيكم إلا أن يئِد دراساته العليا، ويُعيد سيرة طموحه الأولى من حيث بدأ… يرقُب فجر غدِه الموعود…، حتى إذا استوى لي الحلم على أشده، وأبلج ليل نضالي البهيم، “كان جزائي بالعصا أن أُجلدَ”.
سيدي الوزير، مالكم كيف تحكمون؟ أجهودٌ وتضحيات، ترهن بتقلبات مزاجية وتخبطات عشوائية وظنون وتوهمات…
سيدي الوزير، ألا تُجْبِرُ كسرَ هذا المظلوم؟؟
المعمر محمد أحمذي