أقلام

د.إسلك أحمد إزيد بيه يكتب : احتراما للغات

 

إن استعمال لغة موليير للتهجم على لغة القرآن العظيم وإحدى لغات الأمم المتحدة الرسمية الست واللغة الأم لأغلبية الموريتانيين، في إطار بحث يائس عن الشهرة أو عن وظيفة عمومية قد لا تتوفر في طالبها المعايير التأهيلية الدنيا، يشكل تجاوزا رباعي الأبعاد. تجاوز تجاه مواطني هذا البلد عموما وتجاوز في حق لغة يستعملها يوميا أكثر من مليار من البشر حول العالم في شعائرهم الدينية، وتجاوز يلقي بظلاله على اللغة الفرنسية نفسها، هذه اللغة التي يسعى المدافعون عنها، في إطار “المنظمة الدولية للفرانكوفونية”، إلى ترقيتها كلغة للتسامح والتنوع الثقافيين، وتجاوز حيال اللغة الأم لأي مرتكب لهذا السلوك، فالاعتداء على أية لغة، يعتبر اعتداء مباشرا على كل لغات العالم (حوالي ..٦٢ لغة).
أما بخصوص ممارسة السياسة، فحق يكفله دستور البلاد إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالحديث باسم شريحة أو عرق أو فصيل بعينه، فمن الأهمية بمكان التأكد من شرعية هذا “التمثيل” من خلال، مثلا، معطيات انتخابية مؤكدة، قبل الاستئثار بالدفاع عن أية مركبة اجتماعية، دور أبطلته نهائيا نتائج الاقتراعات الانتخابية المتتالية…
إن الموقف السليم من أية لغة، خاصة في بلد متعدد اللغات كموريتانيا، هو تعلمها للاستفادة من مخزونها الادبي والمعرفي، واستخدامها كرافعة لنشر القيم الإنسانية الكونية، ولمناهضة الكراهية الكامنة في ′′ الطبيعة البشرية “…
ويمكن لموريتانيا أن تصبح بلد الكفاءة اللغوية بامتياز، من خلال التعلم النوعي للغاتنا الوطنية وللغات العالمية الرئيسية، بشرط تخليص حوارنا ونقاشنا السياسيين من التركة السلبية للحقب الاستثنائية الفارطة. فوحده مثل هذا الطموح الكبير يستحق الترقية والترويج داخل صفوف نخبتنا الوطنية وشبابنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى