بين الامتداد والتجديد. …………..
بين الامتداد والتجديد
كل تجديد لأي نظام هو متنفس يجلب فترة هدنة سياسية غالبا وأملا جديدا مهما كان تقارب أو تشابه القادم والمنصرم، بل قد يتفاءل الناس بنظام ما ثم يكتشفون مع الوقت أنه أكثر سلبية من سابقه، وللتجديد والامتداد إيجابيات وسلبيات، فابرز إيجابيات التجديد هو الإعفاء ولو تسامحا من ضريبة الماضي حتى مع وجود وقائع الترابط وأواصر التحالف، ومن إيجابيات الامتداد الاستفادة مما يراه السلف إنجازات، حتى وان كان رصيدها الإعلامي والدعائي والسياسي تم استهلاكه وبفجاجة ومبالغة.
إذا كانت الحكومة الحالية قررت بملء إرادتها انطلاقا من تصريحات الناطق باسمها أن تكون امتدادا للحكومة السابقة وللرئيس السابق _ سقطت صفة السابق من تصريح الناطق _ فلها ذلك سلبيا وإيجابيا، وعليها أن تباشر مسؤوليات اتهامها بملفات الفساد التي حصلت قبلها وعدم محاسبة المسؤولين عنها، وعليها تحمل جزء غير يسير من مسؤولية إفلاس الشركات الوطنية الكبرى وتسريح عمالها، وقضايا الأمن والبطالة، ومستوى تدهور التعليم الخ، بمعنى آخر أن التعاطي معها سيتغير من افتراض أنها حكومة جديدة تستحق منح الفرصة _ كما طالب الكثيرون _ ويجب أن تبحث عن حلول لكل المشكلات المطروحة بناء على تعهداتها وبرنامجها اساسا، إلى اتهامها بنصيب من المسؤولية عن هذه المشكلات ايضا. اي الانتقال من المحاسبة بناء على الأداء الحاضر وانتظار المستقبل إلى جلب اعباء الماضي ايضا.
في حالة الإمتداد هذه طبعا يجب ان تتم مساءلة ومحاسبة الحكومة ‘الحالية_السابقة’ أمام الرأي العام عن كل التعهدات والمشاريع التي التزم بها النظام ‘السابق_اللاحق’ ولم يتم تنفيذها بل كانت مجرد استهلاك إعلامي وتلاعب بمشاعر الشعب أو فرص لإثراء جهات معينة وافراد محددين. هذا علاوة على تحويل الرأي العام من مرحلة التفاؤل أو الانتظار او الهدنة أو منح الفرصة للحكومة وللنظام بوصفها حكومة جديدة إلى الدخول في التصعيد المباشر والمحاسبة على اخطاء الماضي.
محمد الأمين سيدي مولود نائب برلماني