ولد إصنيب :قرار إقالتي ظالم وأحادي والوزير الأول هو من أراده(مقال)
نشر العضو السابق في السطلة العليا للصحافة مقالا رصينا باللغة الفرنسية في موقع اكريدم حمل فيه بشدة على (الهابا ) ووصفها بالعصابة ، معتبرا أن عدها التنازلي قد بدأ ، كما تعرض ولد اصنيبه لقصته مع الصحافة والرئيس والوزير الأول ولد حدمين .
ونفى ولد اصنيبه في المقال الذي ترجمه موقع نوافذ أن يكون طلب الإقالة ، مشددا أن إقالته كانت قرارا أحاديا اتخذه ولد حدمين إمعانا في إهانته .
وهذا نص المقال بترجمة موقع نوافذ :
العنوان الأصلي : لم أطلب أبدا إقالتي (قصة التلميد ازريك والمرابط ) / إبراهيم ولد اصنيبه
لا يجب أن تبتلع السلطة بل أن تشربها قطرة قطرة ، مقولة مأثورة للأمير أحمد محمود ولد أمحيمد .
في عام 2004 وفي ربيع العمر توقف مساري عندما قامت حفنة من الضباط بعمل آنذاك أنهى مساري ، وقد تحدثت عن هذا في واحد من كتبي وهو “موريتانيا بين الدبابات وصناديق الاقتراع ” وما يعني ذلك لضابط شاب لامع ، متحمس مزعج بصدقه وصراحته ، وبسبب القرابة أجبرت على المغادرة ، مقابل حفنة من المال بقيت ، وعلاوات على راتبي ، وعقوبة كفلها نظام الأشخاص غير الضباط ، فكل الانقلابات كانت مباحة في سبيل السلطة .
ابتلعت ذلك كله وتحولت إلى صحفي ومسؤول عن مؤسسة أمنية للحفاظ على كرامتي ، وتمكنت من أن أكون صحفيا في النهار وحارسا في الليل ، وعلى إثر فكرة عبقرية بإنشاء شركة موحدة اقترحها وفرضها أحد زملائي وهو العقيد الشيخ ولد بايه مما أجبرني على الشراكة بالقوة تحت تهديد وزير الداخلية مع منسقية المؤسسات الأمنية وهي هيئة مستحدثة يقودها الشهم “بابي حسينو ” ، المقتنع ولو متأخرا بـ(حرطانيته ) .
كيف يمكن أن يرغم أحد على الشراكة مع رجال لم يتقاسم معهم أي شيء على الإطلاق ؟
لكني كنت دائما أحرص على أن يكون لي دخل معتبر من عرق جبيني وهذا يتطلب الصبر والتغلب أحيانا على الذات ، بالرغم من القهر الكبير الذي تعرضت له ، وكنت جاهزا للجوء للعدالة ، إلا أن دبلوماسية ولد الريحة أقنعتني بالتخلي عن ذلك ، إلا أن الشركة التي تم إنشاؤها لن تعيش أكثر من أسبوع ، فالمنتفعون لا يرون غير ولد بايه ، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد أنه ملياردير ، رغم أن الجندي المجهول هو .
وبعد فترة من التربص والانتظار استقبلت في مايو 2014م من طرف رفيق سابق في السلاح الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي ذاق معي حلو المنطقة العسكرية السادسة ولم يتحمل رؤيتي على قارعة الطريق ، كما فعل مع آلاف العسكريين وشبه العسكريين الذين حرص على شرفهم وكرامتهم وهي لفتة أحييه وأشكره عليها ، وهنا أرد له الجميل كما يقول المثل الحساني (خيل ما اترد خيل ماه احراير ) ، وعندما رآني وقف والابتسامة على محياه ليمازحني قائلا : بكار هل أصبحت صحفيا ؟
لقد أخذ مني هذا الكلام وهذا المزاج مأخذا كبيرا ، أثلج صدري ، الرجل عظيم وبسيط في جلساته الخاصة ، فالغضب والشدة في الخرجات العامة ليست بالنسبة له سوى تقنية للسلطة ، وهو ما سأتحدث عنه في مقالات قادمة ، فقلمي الآن تحرر من عصابة الهابا .
وبعد حديث عن الرياضة خصوصا الكرة الطائرة التي لعبناها معا في الجيش ، قال لي اختر وظيفة ، وقع اختياري على الهابا لأسباب موضوعية ، لكن للأسف كان اختيارا خاطئا ، لكنه القدر ..
لم تكن لدي تلك الثقافة ، ولا يهمني في المال إلا ضمان دراسة أبنائي ، وبعد سنتين كتبت للرئيس معبرا عن رغبتي في تغيير وظيفتي معتقدا أن ذلك لا يكلفه سوى الأوامر ، وربما مشاغله الكبيرة وأعباؤه الوطنية منعوه من ذلك .
(إذا أراد الله شيئا قدم له أسبابا )
في سبتمبر 2017م كان علي أن أغادر إلى العيون مسقط رأسي أخذني حظي العاثر إلى لقاء مع السيد يحي ولد حدمين الوزير الأول لبلدي وأكثر من مقرب ، لقد تقاسم أسلافنا منذ قرون الماء والقرابة ، أسريت له بالقول إني مستعد لمساعدته في المشاريع الاستيراتيجية للرئيس محمد ولد عبد العزيز ، وخلال نقاشنا الذي جرى في جو ودي وجدي في نفس الوقت ، طلبت منه أن يساعدني في التخلص من واجب التحفظ الذي تمليه علي عضويتي في الهابا .
أجابني مبتسما : سأطلب من الرئيس أن يمنحك منصبا يحول بينك مع التشفير ، لكن الوعد بدا بعد ذلك هباء وبعد سنة من ذلك اقترح الوزير الأول تعيين شخص آخر ، ليجبرني على الخروج قائلا إنني لا أريد المنصب .
أنا لم أطلب إقالتي من مهام سامية شرفني بها رئيس الجمهورية وكلفني ، إنه قرار أحادي ، يمكنني أن أتخذه فورا مع كامل السيادة وبأثر فوري لست بحاجة إلى أن أظل في مكاني ، ما الذي يستعجل استبدالي بهذه الطريقة (المستعربة ) بـألنكرش ..أو حسنين هيكل !!!!
لم هذه الإهانة الفورية ؟ كيف يمكنني أن أسلم مكتبي ، وأتنازل عنه لأحد آخر لأبحث عن ركن قصي أضع فيه مكتبتي وأخلق فيه إطارا جديدا للعمل في شقتي ؟
فبما أن إعادة التكليف في هابا كفلت لكل الذين عينوا أعضاء في السلطة العليا للصحافة ، حيث جدد للجميع إلا أنا لماذا ؟
من المستفيد من هذا ؟
قد اهتديت إلى مؤشرات عديدة . ..
النسيان والتجاهل من طرف ولد حدمين تجاهي سببهما علاقاته السيئة مع ابن عمي اللواء المميز مسغارو فنحن لسنا مجرد أبناء عمومة ، فوالدينا لهما نفس الأم الأسطورية التي كونت شخصيتيهما ، إضافة إلى أننا جيران وحلفاء تقليديون في البأساء والضراء .
الدولة واسعة ، وبإمكان كل أن يساعد ولد عبد العزيز دون أن يجرح أو يسيء إلى الآخر .
رفض ولد حدمين لعائلتنا ليس جديدا ، فخلال الثمانينات عندما كان مديرا لــ(سافا ) ، رفض أن يتولى أخي الأكبر حمادة منصب المحاسب ، رغم أنه اختير لهذا المنصب في الإدارة المركزية .
وفي عصر العولمة كان على الوزارة الأولى أن تكون محاطة بخبراء المستقبل ، لكن لن يجد أحد مكانته هناك حتى الذيب والحَمَل ..
تقريبا جل أولاد الناصر يشعرون نفس الشعور ، فعلى سبيل المثال سيدي ولد أحمد ديه جد أحفاد ولد حدمين وأنا وحدنا لم نستفد من فترة ثانية ، رغم أن سيدي هادئ ودود تمت إقالته بعد فترته الأولى وعلق ببساطة : لم أفعل شيئا .
رسالة ولد حدمين إلى هذا المجتمع القبلي في الحوض الغربي واضحة ، أنا على الأقل أمثل أولاد الناصر ، سليل والد يعود إلى أسر أميرية ، ناصر وبهدل أجدادي ، أمحمد ولد أحمد وبهدل ولد أعمر ولد اشبيشب ، إضافة إلى أمير إدوعيش أعمر ولد امحمد بن خونة ، حيث أنا من أحفادهم والذين قضوا في العام 1721م من خلال هنون ولد اعبيد سلطان أولاد أمبارك على أولاد بفايدة الذين كانت لهم السيطرة على الحوض ، ومن حينها تملك أسرتي الطبل الكبير لأولاد بوفايدة .
وبما أن أسرتي على الخصوص تحترم الاقلال وتكن لهم حبا كبيرا ، فما الذي فعلناه لولد حدمين ليرفسنا بقدمه ؟
قريبا في إصدار تحت عنوان : يتامى ولد وحيتان عزيز ، سأتحدث عن اليتامى لأقدم خدمة إلى ولد حدمين ، سأقول له : ما الذي يقوله الناس عنه خيرا أو سوءا ، مع العلم أن الكوادر الموريتانيين لا يحبذون النصائح ، وحتى في الغرب الضمير لا يحكم غالبا ، فهناك انزلاقات دائما تحتاج إلى قدر من العقلانية .
لقد كان بجانب قيصر من يقول له كل صباح : أنت لست سوى إنسان …
لست مصدوما لفقدان مزاجي لأني سأحكي قصتي مع قريبي الوزير الأول بهذه الطرفة ، يوما ما أرسل تلميذ قدحا من ازريك إلى مرابطه ليباركه له ، معتقدا أنه سيضع فيه البركة ويرسله له ، لكن الشيخ أتى على القدح كاملا فصرخ الرجل : الفالل ما اسمعن
باختصار قلمي الآن عاد إلى شغف الكتابة وقريبا للنشر :
ــ يتامى وحيتان عزيز
ــ تعاقب داخلي
ــ موريتانيا هل هي بلد اللايقين
ــ المواطنة وديناميكية الهوية
ــ جيشنا وتعيين الجنرالات
ــ عزيز هل كان بإمكانه أن يفعل أحسن ؟
ــ حظوظ وسوء طالع النظام
ــ الأغنياء والفقراء في موريتانيا : داوود ضد جالوت
لست نادما على مغادرتي (هابا ) لأنها باتت بالنسبة لي تصريف فعل انصرف للماضي .
إبراهيم ولد بكار ولد اصينبت فال / كاتب وطالب دكتوراه في العلوم السياسية