مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله(الحلقة 54)
مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 54
– العلاقة مع البنك الدولي
عرفت علاقاتنا عموما مع البنك الدولي برودة شديدة ، إن لم أقل توترا، وكانت بداية ذالك حين قدم لنا شروطا علينا الإلتزام بها حتى يستمر في العمل معنا ، من بين هذه الشروط خفض قيمة العملة، وتقليص عدد العمال وخصخصة الشركات العمومية، وقد أشار علي الوزير أحمد ولد الزين بعدم قبولها وهذا ماقمت به، عند ذالك قاموا بتقليص التمويلات التي كانوا يقدمونها لنا، لكن ولد الزين قال لي أن ذالك لن يشكل ضررا على اقتصادنا لأن عائدات السمك التي تدرها علينا SMCP كفيلة بسد حاجاتنا من النقد الأجنبي، ويبدو أن البنك الدولي نفسه أدرك ذالك، لذالك سعى جاهدا لتطبيع العلاقة معنا، حتى أنه كان يستعد قبل انقلاب 12/12
لتوقيع اتفاقية معنا بناء على شروطنا، وقد وصل وفدهم بالفعل إلى نواكشوط لهذا الغرض
كماكان من أسباب خلافاتنا معه أيضا موضع الحساب الذي يتم فيه تجميع عائدات شركة ( سنيم) فقد كان يريده أن يبقى كما كان في فترة حرب الصحراء، حين كنا لانستطيع السحب من رصيده إلا في نهاية السنة المالية، وبعد سداد مستحقات المؤسسات الغربية على الشركة، لكننا رفضنا ذالك وأصررنا على حق التصرف فيه طوال السنة
وأود هنا أن أصحح معلومة مغلوطة متداولة تقول أنني طردت وفدا من البنك الدولي كان في زيارة لبلادنا وهذا غير صحيح مطلقا، فأنا لم أكن أفاوضهم بشكل مباشر، بل كان الوزير أحمد ولد الزين هو من يتولى ذالك وهو -شهادة للتاريخ- من أشار علي بعدم الرضوخ لشروطهم
ورغم معارضة الوزير ولد الزين الشديدة لسياسة البنك الدولي فإنه قال ذات مرة أن قيمة الأوقية التي نقومها بها أكبر من فيمتها الحقيقية ، وأن علينا أن نخفض قيمتها ، فقلت له دع ذالك للتفاوض، فقد كنت لا أريد خفض قيمة العملة مطلقا عن خمس فرنكات غرب إفريقية ، إذ كانت لدينا قناعة بأن قيمة الأوقية من أبرز مقومات دولتنا، لذالك رفضت العديد من محاولات عدد من القادة الأفارقة مثل ” سينغور” و” ديوف” وموسى تراورى” لإقناعي بدخول الفضاء النقدي لمنطقة غرب إفريقيا رغم إلحاحهم علي في ذالك، لدرجة أن ” ديوف” وموسى تراورى” كلماني معا حول هذا الموضوع في لقاء ثلاثي بيننا ، وكنت أرد عليهم بأن أفضل ماورثناه عن نظام ولد داداه هو هذه العملة، لذالك لايمكننا أن نعمل على خفض قيمتها
يتواصل….