مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقه 40)
مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصرإلى الأسر
الحلقة 40
… وقبل أن أتحدث عن هذه المهام الجديدة ومارافقها من نشوب خلافات بين رفاق العاشر من يوليو أشير إلى أن جبهة البوليزاريو أعلنت بعد الإنقلاب وقفا لإطلاق النار من جانب واحد ، وقد قابلنا ذالك بوقف عملي لإطلاق النار من جانبنا وإن كنا لم نعلن ذالك رسميا، وهو ما أتاح لنا فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق، رغم أن خلافاتنا للأسف حالت دون الإستفادة المثلى من هذه الفرصة
– أبناء الثورة والخلافات المبكرة
بعد أطمئناننا إلى أن المغرب لاينوي التدخل أصبح باستطاعتي أن أغادر إلى نواكشوط دون خشية من أي خطر يمكن أن تتسبب فيه القوات المغربية المتواجدة في ازويرات، وهذا ماقمت به بالفعل حيث التحقت برفاقي الضباط أعضاء اللجنة العسكرية الحاكمة وتسلمت فور أوصولي قيادة الأركان خلفا للمصطفى الذي صار رئيسا للدولة، لكن منصبي الجديد سيكون لاحقا جزأ من الخلافات التي سرعان مانشبت بين رفاق المشروع الواحد، فحين عودتي طلبوا مني أن أكون على حذر من أحمدو ولد عبدالله الذي عين قائدا مساعدا للأركان حسب اتفاقنا قبيل الإنقلاب، وذالك بسبب ماقالوا أنه خيانته لهم أثناء الترتيب لتنفيذ الإنقلاب في موعده الأول، في إشارة إلى تراجعه عن المشاركة في آخر لحظة بسبب غضبه من تأخر المصطفى بالقدوم
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد طلب مني المصطفى مرة أخرى أن أعزل أحمدو من منصب مساعد قائد الأركان، فسألته عن من سيعين مكانه، فقال لي ” كادير” فقلت له كيف يصح ذالك؟ الم تعترض قبل الإنقلاب على تعيين كادير في أي منصب بمافي ذالك البعثات الدبلماسية في الخارج ثم عينته هو وبوسيف في الحكومة دون استشارتنا ، وأخيرا هاأنت تقترحه لهذا المنصب بدل أحمدو الذي هو أحد القادة الحقيقيين لمشروع العاشر من يوليو، كما حاججته في رفضي لهذا القرار بأن كادير أعلى مني رتبة ولايمكن أن أكون قائدا له
وعلى ذكر قضية كادير فأشير إلى ماجرى بشأنه هو وبقية الضباط الكبار، ذاك الذي شكل الشرارة الأولى للخلافات بين جماعة العاشر من يوليو، فقد ناقشنا قبل الإنقلاب كيفية التعامل مع هاؤلاء الضباط الذين كانوا أعلى رتبا منا، وبعضهم معروف بولائه للنظام، وقد اتفقنا أنهم لايمكن أن يشغلوا عضوية اللجنة العسكرية للإنقاذ بسبب عدم ضمان ولائهم ، وكذالك لأنه من غير اللائق في العرف العسكري أن يكونوا أعضاء في لجنة عسكرية يتزعمها ضباط أدنى منهم رتب، وقد اتفقنا على أن كادير وبوسيف سيرسلان سفيران لدى الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي ، لأنهما كانا معروفين بموالاتهما للنظام البائد، أما أحمد سالم ولد سيدي ،وفياه ولد المعيوف ومحمد محمود ولد أحمدلولي، فقد اتفقنا على أن يعينوا ضمن التشكلة الوزارية، وأن يعين حمود ولد الناجي على المدرسة العسكرية بأطار وهو منصب له مكانة اعتبارية من الناحية العسكرية، غير أن كل هذه القرارات نسفها المصطفى بعيد الإنقلاب، حيث فاجئنا بتعيين كادير قائدا للأركان الخاصة لرئيس الدولة الذي استحدثه ، وتعيين بوسيف عضوا في الحكومة، كما ضم آخرين للجنة دون أخذ آرائنا ، مثل محمد محمود ولد الديه الذي أصر على أن يكون عضوا في اللجنة، والمفوض لي ممادو ، كانت هذه القرارات بمثابة تصعيد للخلافات بين المصطفى ورفاقه من جماعة العاشر من يوليو، هذا الخلاف الذي سيتأجج أكثر بسبب النهج الإنفرادي الذي طبع حكمه
يتواصل….