مذكرات الرئيس محمدخونا ولد هيدالة(الحلقة الرابعة)
مذكرات الرئيس محمدخونا ولد عدالة
من القصر إلى الأسر
التمدرس بالصدفة
الحلقة الرابعة
أما على مستوى مدينة روصو في تلك الفترة فقد شهدت نشوء حركات واتجاهات سياسية وكانت قبلة للسياسيين ، وقد تأثرتُ بهذا الجو أنا وبقية التلاميذ حيث التحقت بمجموعة من شباب النهضة وكان قائدنا مسكه ول حيه، وفي الحقيقة أن جميع الشباب المتعلم في تلك الأيام كان يساند النهضة، وقد بلغت شعبية النهضة أوجها في أيام ” استفتاء لا- نعم” فقد تعبأ الشباب خلف خيار ” لا” والاستقلال التام ، وقد كنت في نواذيب وحين دخلت مكتب التصويت لأدلي بصوتي أشهرتُ البطاقة على الملأ حتى أريهم أنني صوت ب “لا” وقد أغضب ذالك مساعد قائد الدائرة فجرت بيني وبينه مشادة قوية وأراد الاعتداء علي
وفضلا عن موقفي السياسي بوصفي أحد شباب النهضة فقد تعزز موقفي من الاستفتاء بوقوف والدي إلى جانب نفس الخيار وتصويته للاستقلال التام رغم أنه كان من الشيوخ التقليديين ، وسبب ذالك أن جماعة وشت به إلى القائد الفرنسي قائلة إنه يدعم النهضة فشك الحاكم في ذالك واستدعاه فأغضب ذالك الوالد ورد بأنه ليس ممن يكتم مواقفه فهو لايخاف من أحد وختم حديثه قائلا ” مادمتم تشكون في أنني أساندهم فسأقطع الشك باليقين وأقف في صفهم علانية “، وانضم من حينها للنهضة وكان من دعاة خيار “لا”
واريد هنا أن أقول أنه حتى بعد نجاح خيار الاستقلال الداخلي بسبب تزوير الإدارة الإستعمارية والشيوخ التابعين لها، فقد ظل موقفنا – نحن مناصري النهضة- على حاله ، وكنا ننظر إلى تجربة حكومة الاستقلال الداخلي على أنها شهادة حية على ماكنا نقوله من أنه استمرار للإستعمار في حقيقته وأنه لم يكن استقلالا ذاتيا إلا في الشكل فقط
وكان حصولي على شهادة الدروس الثانوية العامة ( الباكلوريا) في ” اندر ” لأن روصو لم يكن بها مركز للباكلوريا أجرته معي دفعة من التلاميذ نجح منها ثمانية فقط ، اثنان منهم في الرياضيات هما أنا “واسحاق ولد الراجل” واثنان في الآداب هما ” أحمدو ولد عبدالله( المدني) وعبدالله ولد سيديا”، والبقية في باكلوريا العلوم هم” محمدن ولد الخطاري والمصطفى ولد الزين وبا سلي والدكتور سيداتي
وأذكر أنه عند إعلان الإستقلال جيئ بي وبزملائي لمرافقة الوفود الرسمية الأجنبية التي حضرت مراسيم استقلال البلد وقد كنت مكلفا بمرافقة الوفد الغابوني
يتواصل….