العلماء في كل أمة : هم خيارها ، وأولو الأحلام والنهي فيها ..
فهم العواصم من القواصم عند حلول المصائب والملمات ، وإليهم ترجع الأمور-في الفصل والحكم-إذا اغبر الأفق وآذنت أنواؤه ببروق ورعود صاعقات .
وإننا-في الأمة الإسلامية-لم نزل نعرف من علمائنا ونعرف ، فهم دروعنا ومجانينا وهم اللذين وردوا حياض الموت قديما وحديثا ، وكانوا أولي المغيرة في كبح جماح العاديات ..
فإن تكن نبغت فيهم نابغة ، نقضت الميثاق وخالفت أمر الكتاب : فإن الجبل الكثير والجماء الغفير منهم : لا تزال قائمة على أمر الله (يتلون ءايت الله ءاناء اليل وهم يسجدون يومنون بالله واليوم الاخر *ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين*وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ) كيف نكفر خيرهم ؟
أليسوا هم : من قاد مقاومة المستعمر الغازي والمنافق التغريبي الدخيل ؟
من خطب الناس غداة ميسلون وحثهم على الخروج ؟
من قاوم المستعمر الإنغليزي في الهند واليمن وفلسطين ؟
أليس الشهداء : أحمد بن عرفا السرهندي ، القسام ، الشريف الحسني المغربي ؟
من أرغم نابليون-بعد سنتين من الكر والفر-على ترك ومبارحة أرض مصر ؟
أليس علماء الأزهر ؟
من زحف على الرباط بغية تحريره فكان أجره على الله ؟
أليس الشيخ ماء العينين ؟
إلي ما هنالك من نماذج كلها توكد أنهم كانوا-ولا يزالون-عزا ومنعة وعواصم من قواصم مضلات الفتن القادمة من الشرق والغرب ..
هذا ليعلم أن ما وشحت به بيت الأتان : ليس دعوة جفلي للطعن في العلماء والتجرؤ على لحومهم التي لو لم تك مسمومة ما دنا منها عاقل فكيف وهي مسمومة !..
برئت إلي المهيمن من أناس-مؤمنين و ؟-كلما انتسب إليهم غر ملؤوا جوفه قيحا ثم بعثوه عريفا ، يتوسم أي العلماء أحق بالطعن والقدح !؟ ..
والله لقد هممت بجعل قارئ مكان عالم ، ليشمل ما هو أعم من قراء القرآن لكني خشيت أن يحمل على معين ،وهو حديث الساعة ..
تنبيه لمن لا يعرف : البيت الأول في التدوينة السابقة ليس لي وإنما تركت النسبة واكتفيت بالقوسين للإشتهار ..
دعاني للبيان : أن بعض الأفاضل أوهمني عكس ذلك .
من صفة الاخ حسن بادي