لم أكن أرغب في التعليق على ما قيل إنه مشروع النشيد الوطني المنتظر و لاشك أن عدم رغبتي هذه مفهومة فسياسيا يعتبر هذا النشيد ثمرة لتعديلات و مسار منكر دستوريا و قانونيا فلا ضرورة في المشاركة في الجدل حوله أو على الأقل ثمة أولويات عليه مقدمة ، و شخصيا لست من أهل الاختصاص و ذائقتي الشعرية و الفنية لا تؤهلني لأكون في مقدمة المهتمين بهذا الموضوع .
و لكن النص المقترح يستفز و التعليقات التي خرجت حتى الآن تغري بالمشاركة و قد اختار له الدكتور الشيخ معاذ ولد سيد عبد الله وصف ” النشيد الخطيئة ” و حدد مشكلته ” مشكلة النشيد في بنائه و لغته و صوره الشعرية ” أما الدكتور الشيخ أحمد ول البان فقد لخص أمره و حكم عليه دون تردد ” ليست به سكينة المتصوفة و لا جلجلة الفرسان ، لغته كتلك التي تكون على المعلبات ، فقدنا اللغة فمن نحن إذن ” و لم يجد له الأستاذ محمدن ولد الرباني من شبه يقاس عليه إلا بينين قالهما بشار بن برد في جاريته ربابه بعد أن طلبته ذلك :
ربابة ربة البيت *** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات *** و ديك حسن الصوت
و اعتبر الرئيس محمد الكوري ولد العربي أنه يطبع هذا النشيد ” التصنع و التكلف المقرفان ” و التمس الشاعر المبدع د التقي ولد الشيخ العذر لأصحابه مع حكمه الصارم عليه :
و نعلم أنهم من غير قصد *** أرادوا خالصا فأتوا هجينا
و الخلاصة أن مشروع هذا النشيد لا يمجد المقاومة و لا يعتز بالأسلاف و لا يعبر عن روح وطنية جامعة لكل أهل موريتانيا
فقدنا قيم و معاني و توجيهات نص الشيخ باب ولد الشيخ سيديا رحمه الله و لم نكسب معاني الوطنية و حماسة الأناشيد المماثلة ، لا حول و لا قوة إلا بالله .