أقلام

من وحي البيانات المصورة هذا المساء/إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

 

 

من وحي البيانات المصورة هذا المساء يخرج شابان متوضئان مرابطان تحت الأرض من عرينهما فيستمران في الزحف بين الأعشاب التي تعودا عليها منذ نعومة أظافرهما. إذ أن معظم المليوني غزاوي لم يبعد عن بيته في حياته على مسافة 10كيلمترات.
يتأبط سلاحا طويلا بمقدمته شيء أكبر من فوهة البندقية حاد الرأس غليظ البطن؛ يرتل آيتين من سورة يس المباركة تحجبانه بإذن الله عن عدوه؛ سرعانما يصل إلى دبابة صنعت بسبعة ملايين دولار؛ تحمل علم الاحتلال؛ يضع قنبلة شبه مستطيلة تحت قمعها العلوي الذي يحمل فوهة مدفعها وينسحب فتتحول الدبابة بعدها إلى شظايا متناثرة على أديم غزة.
ويجهز رفيقه قذيفة يطلقها على عربة جند أو دبابة (التصوير يعوزه البعد وظلام غروب الخميس 2من نفمبر 2023) فتتحول إلى حمم نارية. ويلعبان لثوان بشظايا الآليتين؛ ويعودان إلى باطن الأرض التي نيطت عليها تمائمهما.
أصوات الشابين ووجهاهما وملابسهما مموهة لأسباب أمنية لكن عملهما البطولي وسرعته وتوفيقه وبساطته غير مموهة وتوضح بلاشك أن عناية إلهية وابتلاء عظيما يحفهما. وأنهما أنموذجان نادران في دنيانا -إلا في غزة- على الرجولة والشجاعة والإقدام.
أعتقد أن فيديوهات الالتحام من المسافة صفر في قلب غزة ستقلب أغراض الشعر العربي والعالمي رأسا على عقب. وستجترح وعيا ووجدانا وصنعة مختلفة عما عرفناه منذ طرفة وعنتر إلى البرغوثي وولد الطالب.
أنصح باستراق النظر إلى قنوات هذه الفئة القليلة المنصورة على التيليغرام فإنها مطهرة للقلوب ومزيلة للكآبة ومنجاة من الانهزام.

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى