أقلام

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله(الحلقة الثالثة)

 

 

مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر

التمدرس بالصدفة
الحلقة الثالثة

كان مدير المدرسة ومعلم الفرنسية فرنسيا يدعى جيرو وكانت زوجته أيضا معلمة في نفس المدرسة لكنها لم تدرسني ، أما مدرس العربية فيدعى ” آب ولد البخاري “وهو من أهل باركلل

وكانت مدرسة نواذيب من المدارس القليلة المكتملة الفصول في موريتانيا ولذالك بقيت في هذه المدرسة حتى سنة 1952حين حصلت على شهادة الدروس الإبتدائية ( كونكور) ولكن بسبب عدم أوجود إعدادية في نواذيب اضطررت للإنتقال إلى مدينة روصو التي كانت الوحيدة التي توجد بها إعدادية في كل موريتانيا ، ولما حان موعد الإفتتاح الجديد سافرت إلى روصو ، كانت رحلتي من نواذيب إلى مدينة” ريشاتول” ( ليساطور) في السينغال عبر الطائرة ، ومن ليساطور سافرنا في السيارة إلى الضفة اليسرى للنهر ومنها عبرنا باتجاه روصو ، وقد سافر معي إلى روصو عدد من الذين نجحوا في كونكور من زملائي في نواذيب ، أذكر منهم أحمد سالم ول أميشين
وفي روصو تعرفت على زملاء جدد جاؤوا من مختلف مناطق الوطن لأن هذه الأعدادية كانت الوحيدة في ذالك الوقت ، وهاؤلاء الزملاء الجدد سيكون لهم لاحقا دور كبير في البلد ، فمنهم “معاوية ولد الطائع “واعلي ولد علاف” واسماعيل ولد أعمر” وسيدي ولد الشيخ عبدالله ” وحسني ولد ديدي ” ويالل عبدالله الحسن” وجا الحسينو ” وسي ابراهيما” واسحاق ولد الراجل ” وأحمدو ولد عبدالله ( المدني) ومحمدي ولد الخطاري ” ومحمد ولد أجاه ( وكان زميلي الأقرب من بين كل التلاميذ)
في الإعدادية كانت الدراسة كل شيئ بالنسبة لنا ، فقد كنا في المساءات نذهب إلى خارج المدينة لنراجع دروسنا وفي الليل نسهر على شاطئ فرع من النهر يمر داخل المدينة ( اكراع) من أجل المراجعة أيضا

وقد كانت غالبية الأساتذة في هذه الإعدادية من الفرنسيين ومن هاؤلاء ” ميشو” أستاذ التاريخ و ” ميل ” أستاذ الرياضيات و” سك” أستاذ الفيزياء وهو موريتاني أما العربية فكان أستاذها جزائريا يدعى ” بن موسى” وكان متزوجا من موريتانية ، وفي الواقع كانت دروسه أقرب إلى الحسانية منها إلى العربية

وقد حصلت من هذه الإعدادية على شهادة ختم الدروس الإعدادية سنة 1957 ووجهت إلى شعبة الرياضيات لأن نتائجي فيها كانت جيدة على الدوام

ومن أكبر الأحداث التي جرت في مدرستنا في روصو الإضراب الذي قمنا به في سنة 1958 وتطور إلى مواجهة مباشرة مع المدير انتهت بضربنا له ضربا مبرحا، ذالك لأنه ذا عقلية استعماريةفجة وكان يصفنا بالبداة الهمجيين وحين طالبنابتحسين الخدمات كانت ردوده من نفس القاموس ، وهذا أغاظنا حتى اعتدينا عليه ، فأغلقت المدرسة مدة شهرين واستجوبوا مجموعة من التلاميذ. كنت من بينهم أنا ومحمد محمود ولد التقي وكنت أنا المندوب العام للتلاميذ وهو مساعدي وتم إجلاء التلاميذ إلى أهليهم باستثنائي أنا لأنني تمكنت من الإختفاء وسكنت مع مجموعة من االطلبة كانت تدرس سنة تحضيرية للمعلمين ، منهم ” مكحله ولد سيدي” وأحمد ولد حم ختار” ، وبعد انتهاء الأزمة قرروا طرد مجموعة منا كنت من بينهم، إلا أن وزير التعليم في حكومة الإستقلال الداخلي “سيدي محمد الديين” رفض طردي قائلا أنه إذاتم طردي فلن يقبل أي تلميذ بعدها أن يكون مندوبا عن زملائه ، ومع أني لم أطرد فقد طرد نحو 12 تلميذا من زملائي من بينهم ” حسني ولد ديدي ” وآخرون

يتواصل….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى