الشيخ الددو:من يحامون عن المسيئ انطلاقامن حرية الرأي يوادون من حاد الله ورسوله(نص الفتوى)
وجه أحد طلاب العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو يدعي “يحي المسومي ” سؤالا هذا نصه : شيخنا ما صحة ما نسبه إليكم المحامي ولد آمين من أنكم أفتيتموه بجاوز المرافعة عن المسيئ ولد امخيطير ؟؟
هكذا كان رد الشيخ محمد الحسن ولد الددو دون زيادة ولا نقصان ولا تعديل على سؤالي اعلاه،
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مالي فتوى ( بمعنى الفتوى الإصطلاحي ) في هذا الأمر لكن خلاصة الكلام فيه
1- أن جمهور العلماء وأغلب مذاهب الفقها ء يرى أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وﻻتقبل توبته في الدنيا، سدا للذريعة وانتصارا للجناب العظيم على صاحبه أفضل الصلاة وأكمل التسليم، وأنا مع هذا الرأي في هذا الوقت ﻻ ﻷنه رأي الجمهور فحسب، بل مع ذلك للحاجة إلى الوقوف في وجه موجة اﻹلحاد التي تجتاح الشباب، وتغذيها وترعاها جهات واتجاهات معلومة، مع العلم أن القائلين بهذا يرون أنه تنفعه توبته في اﻵخرة، إذا علم الله صدقها.
2- أن هذا القول وإن كان مذهب الجمهور فليس إجماعا ولا قريبا منه، فثمة طائفة من الفقهاء يرون أن الساب إذا تاب قبلت توبته؛ وهذا معلوم لكل من نظر في كتب الفقهاء.
وانطلاقا من هذا ينبغي أن نفرق بين نوعين من المدافعين المحامين في هذه القضية:
أ – من بدافعون عن المجرم انطلاقا من حرية التعبير و حقوق الإنسان المزعومة ونحو ذلك ،فهؤﻻء ممن يوادون من حاد الله ورسوله، ولن تجدهم مؤمنين، كما قال الله تعالى”ﻻ تجد قوما يؤمنون بالله واليوم اﻵخر يوادون من حاد الله ورسوله”
ب – من يرون قبول توبة الساب – إن صحت دعواها – انطلاقا من رأي فقهي، لهم فيه سلف من أجلاء الفقهاء قديما وحديثا، واجتهاد تقديري له اعتباره، فهؤﻻء وإن خالفناهم للاعتبار السابق فإن اﻹنكار عليهم كاﻷولين واتهام من لم يعلم عنه منهم رضى باﻹلحاد، وﻻ دفاع عنه خروج عن العدل، وإنكار لمعلوم من الفقه، وقد قال الله تعالى: “وﻻ يجرمنكم شنآن قوم على أن ﻻ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
3-أن المتهم بريء حتى يثبت جرمه و قبل ثبوت الجرم لا حرج في الدفاع عنه حتى يثبت عليه .
4- أن للتكفير شروطا و موانع و من موانعه الجهل بما ليس معلوما من الدين بالضرورة . وأخيرا علينا جميعا أن ننصر رسولنا صلى الله عليه وسلم، في كل وقت وبكل اﻷساليب النافعة، وأن نقف في وجه اﻹلحاد بحكمة الدعوة وقوة الحق، كل ذلك على بصيرة من أمرنا، ولزوم للصراط المستقيم، الذي ﻻ إفراط فيه وﻻ تفريط، وعلى الدعاة والمصلحين أن يوظفوا الوﻻء الصادق لدى العامة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، توظيفا حسنا لنصرة مستدامة شاملة للدين، وأن يقفوا في وجه اﻹلحاد بتعليم الدين الصحيح، وزرع اليقين القائم على البراهين، على متهج القرآن و السنة، ويعلموا أن تعليم التلقين والتقليد ﻻ يعصم من الشبه، في زمن قلتها، وأحرى زمن كثرتها ووفرتها، و مكر أهلها.
ثبتنا الله جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي اﻵخرة وهدانا لما اختلف فيه من الحق بإذنه
إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم،،،