أقلام

شمامة القنبلة الموقوتة / أحمد باب دحمود

شمامة هي تلك الأراضي الممتدة على ضفاف نهر السنغال ، وهي أراضي شاسعة صالحة للزراعة ، ينقسم ملاكها ما بين سكان أصليين (حراطين وزنوج ) ، وبعض رجال الأعمال الوافدين الذين سطو على الأرض في فترات متعاقبة بملكيات منحت لهم من طرف الإداريين الذين أداروا تلك الولايات ، عبر نفوذهم وقربهم من دوائر السلطة ، وهؤلاء الوافدون ينقسمون قسمين :
قسم يمتلك الأرض و يمارس أنشطة إحياءها
وقسم يمتلك الأرض ولا يمارس عليها نشاطا ولا يترك غيره يمارس عليها نشاطا .
وثمة قسم ثالث من الملاك وهو بعض المدعين للأرض بالورثة عن الآباء وهؤلاء هم من لا يملكون الأرض بأوراق ثبوتية ولا يستغلونها ويعتدون على مستغليها وساكنتها كلما رأو لذلك بصيص ضوء من إداريي المنطقة .
الجماعة الأخيرة هي أخطر الموجود على تماسك ولحمة أبناء هذا الوطن ، فهم بفعلهم المشين يقفون حجر عثرة في وجه أي تنمية في تلك المنطقة بفعل وقوفهم في وجه من يريد استصلاح تلك الأرض ، كما أنهم يعرضون النسيج الاجتماعي إلى الرتق من خلال حرمان السكان الأصليين- وخصوصا لحراطين- من استغلال أراض سكنوها كابرا عن كابر وقديما قيل(الأرض لمن أحياها ) ، إن حادثة لكصيبة وما صاحبها من تعد على ملكية أفراد من شريحة لحراطين لأرض ورثوها عن آباءهم وعرفت بإسم آباءهم ( حرث لمكيمش) ، يعيد إلى الأذهان مشكلة كبرى يبدو أنها عصية حتى الآن على الحل وهي العبودية العقارية ، إن هذا النوع من الممارسات يحتاج إلى إدارة صارمة ، وإرادة حقيقية تضع حدا لهذه الممارسات وتعلن حربا لا هوادة فيها على مجرمي العبودية العقارية ، وإلا فإن الأمور تنذر بالأسوأ ، وما هذه إلا حالة من بين آلاف الحالات التي قد تفجر لغم شمامة في أي وقت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى