أقلام

“صَوْلتْ العنّه بين اشكوه والشنّه”/اسلكو أحمد إزيد بيه

 

“صَوْلتْ العنّه بين اشكوه والشنّه”

 

على الرغم من اهتمام غير مفتعل، لم أنبس أبدا بكلمة واحدة بخصوص  “الفيش بين اكسكس والعيش”، لأنني وبكل بساطة لا أقبل بوجود أي خط -ولو وهمي-  بين معقل إمارة أولاد امبارك العريقة وموطن إمارة اترارزه المتقدمة، وذلك لأسباب شخصية ودون أي انتقاص من أصالة إماراتنا الأخرى.

وخلال تدوينة فارطة، ذكرت -عرضا- مسميات بعض المنتجات “الطبيعية” لولاية الحوض الشرقي، فأخذ علي بعض المعلقين جزئية “اشكوت اتمر” متحججين بأن التمر تتم المحافظة عليه حصريا في “الشنه” (قربة قديمة). كان ردي مطابقا لما عشته في ولاية الحوض الشرقي نهاية ستينيات القرن الماضي وبداية سبعينياته، قبل أن تَيْنع  واحات نخيل شاسعة  وترتفع عمارات شاهقة و وتصطف سيارات فارهة وتضيق البيئة ذرعا بقطعان الإبل والبقر والغنم، على إثر استشراء ظاهرة الفساد لدى بعض الأنظمة الموريتانية.

وأود هنا أن أشكر من اهتموا بالتدوينة المذكورة، “فبازدحام تعليقاتهم”، اقتنعت بأن علي أن أفكر في استخلاص فكرة إيجابية من كل هذه الجهود الذهنية. فكانت البداية من الفرضية التالية:”التمر مادة طيبة لكنها انتهازية إلى حد ما”، ففي مواطنه الرئيسية ظل في الماضي ينافس الماء على القرب المتقاعدة (اشنن) وفي مناطق أخرى نافس اللبن على حاوياته (اشكاوي)، ولم ينجح قط بالتفرد بحاوية خاصة به.

ولوضع حد لطفيلية التمر -من المنظور التقليدي-، يجب أن نعيده إلى “مكانه”، إما “اشكوه” أو “الشنه”، لذا أقترح تنظيم محاكمة (سجال) بين الإثنتين للظفر بصفة  … ظرف التمر، أمام محكمة ابتدائية يترأسها “المْصرْ” لأنه معروف بالاستقلالية (ما هو “امصر” الحد)، هو الذي عرف بشرف المحافظة على مادة السكر النبيلة ؛ أما محكمة الاستئناف، فأقترح أن يقودها “أگرمي”، الحامي التقليدي لحاويات مادة “ادهن”، لرزانته وحضوره البدني (الكارزما). أما المحامون، فأقترح أن يتم اكتتابهم ضمن “حاويات” المواد الطبيعية التقليدية الأخرى (المزاود، اظبايه، الكونتيات، اصرر، ازگايب…)، باستثناء “إگرطان” و”العكك” لتعارضها مع دور “أگرمي” كحكم.

أملي كبير في أن يقف سكان ولايتي اترارزه والحوض الشرقي في خندق واحد هذه المرة، دفاعا عن حق “اشكوه” المشروع في احتواء التمر بصفة دائمة، هي التي نجحت في مهمة احتواء مادة اللبن المفيدة، ضد “الشنه” ودفاعها المستميت، “أهل اجدر”.

وامتدادا للتميز التاريخي لبلاد شنقيط، نجحت موريتانيا  خلال “العشرية”، من بين “تضاريس عرس دبلوماسي مشهود”، في فرض تجمع “دول الساحل الخمس” كنقطة بارزة على الأجندة السياسية والدبلوماسية والأمنية الدولية، وثقتي تامة بأنه بإمكان الموريتانيين الإبداع في مجالات أخرى كالفنون، كأن يصبح غدا منتج ثقافي وطني( قصة مصورة، رسوم متحركة، كوميديا مسرحية، فلم قصير، لوحات، كتاب للأطفال…) ينافس عالميا، تحت عنوان : “صوْلتْ العنّه بين اشكوه والشنه” أو عنوان مشابه…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى