عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين يعلن استقالته (نص الاستقالة)
بيان استقالة
كان لي الشرف الكبير بانتسابي لنقابة الصحفيين الموريتانيين منذ تأسيسها وحتى اليوم، حيث ناضلت بكل جد وإخلاص رفقة زملاء شرفاء من أجل تمكين الصحفيين من أداء رسالتهم الإعلامية والعمل على ضمان الحرية اللازمة للقيام بمهنتهم، والمحافظة على آداب المهنة ومبادئها، والسعي إلى تنظيم الحقل الإعلامي ورفع مستواه والمساهمة في تطوير المهنة الصحفية..
وقد حظيت بالفوز في انتخابات الصحفيين خلال مأموريتين متتاليتين، الأولى كانت في مكتب يقوده نقيب الصحفيين المحترم الزميل أحمد سالم ولد المختار السالم، ويتولى منصب الأمين العام الزميل محمد محمود أبو المعالي (أحد الشخصيات المؤسسة للنقابة)، إلى جانب عدد من كبار الصحفيين في بلادنا، حيث لم ندخر جهدا في النضال عن حقوق الصحفيين المادية والمعنوية، وهكذا واصلتُ طريق النضال بعد فوزي للمرة الثانية خلال أقوى انتخابات شهدتها نقابة الصحفيين الموريتانيين في مكتب بقيادة الزميل المناضل والشجاع محمد سالم ولد الداه رفقة كوكبة من الزملاء الصحفيين من خيرة شباب ونساء الحقل الإعلامي وعمداء المهنة الصحفية.
لا نريد الحديث عن تضحياتنا ووقفاتنا الحاشدة، وبياناتنا النارية، وتدويناتنا الجريئة، وشجاعتنا في مواجهة من تسول له نفسه الاعتداء على الصحفيين أو النيل من كرامتهم، أو المساس بحريتهم، فقد شغلت خلال ثلاث سنوات، منصب مسؤول الشكاوي والنازعات في نقابة الصحفيين، لم أتأخر عن الوقوف إلى جانب أي صحفي تعرض للظلم أو الإهانة، ولم يغمض جفني حتى يجد كل صاحب مظلمة حقوقه كاملة غير منقوصة.
وكان لي الشرف بتمثيل نقابة الصحفيين خلال أربع سنوات في عضوية لجنة متابعة قضية الزميل اسحاق ولد المختار فك الله أسره برئاسة الدكتور عبد الرحمن ولد حرمه ولد ببانه، وعضوية الدكتور الحسين ولد امدو، وعدد من ممثلي أهم الهيئات الحقوقية والإعلامية في البلاد، وقد نظمت نقابة الصحفيين الموريتانيين وحدها خلال هذه الفترة العديد من الوقفات والمسيرات المطالبة بتحرير الزميل اسحاق ولد المختار فك الله أسره.
وحين توليت منصب مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب الحالي لنقابة الصحفيين الموريتانيين استطاعت النقابة بفضل حكمة وحنكة النقيب محمد سالم ولد الداه وأعضاء مكتبه الشرفاء تنظيم مؤتمرات دولية وورشات كبيرة لتكوين الصحفيين، والنهوض بالمهنة الصحفية، واستطاعت النقابة خلال بداية هذه المأمورية تأجير مقر لائق مجهز بالتجهيزات اللازمة (مقهى للصحفيين، انترنت، معلوماتية، مكتبة … الخ).
أعرف أن البشر خطاء، ولو كان الله جل جلاله قد خلق الإنسان كاملا لا يخطئ لما كان لكل فرد من بني آدم حظه من الخطأ..
من ذا الذي ما ساء قطْ ** ومن له الحسنى فقطْ
لكن رغم تلك الأخطاء، التي قد يتم ارتكابها خلال المعركة، إلا أنني على يقين بما يلي:
– لم أوظف أبدا منصبي في نقابة الصحفيين لأغراض شخصية.
– لم تلمس يدي أوقية واحدة من ميزانية النقابة، ولا علاقة لي بحساباتها المالية، ولم يكن ذلك من اهتمامي طيلة وجودي في قيادتها.
– لم أسافر إلى الخارج باسم النقابة للمشاركة في مؤتمر أو ورشة تكوينية .. الخ
– لا تجد اسمي، أو اسم أحد اخوتي أو أصدقائي، في أي ورشة تكوينية رغم نفوذي في النقابة، وحضوري في مقدمة المنافحين عنها.
واليوم وبعد أن قررت بقناعة تامة ولوج باب السياسة، أعلن استقالتي رسميا من منصب مسؤول العلاقات الخارجية في مكتب نقابة الصحفيين الموريتانيين، مع الاحتفاظ بحقي في عضويتها كصحفي بغض النظر عن موقفي السياسي الذي لا يتعارض مع ممارسة المهنة الصحفية.
واتمنى للزملاء في مكتب النقابة مواصلة مشوارهم المتميز والناجح، وندعو الزملاء من الصحفيين المهنيين، الخلوقين والمحترمين،إلى رص الصفوف للحفاظ على نقابتهم، ونبذ التشرذم والخلاف.
لن ندخر جهدا من أي موقع لنا، في سبيل خدمة الحقل الإعلامي والنهوض به.
ودع الصبرَ محب ودعك ** ذائعٌ من سره ما استودعكْ
يا حبيبي مثلما أودعتني ** من شفيف الحب قلبي أودعك
أستسمح كل الزملاء ونتمنى لهم التوفيق والنجاح.