الإنجازات المرئية/ مولاي ولد أبحيده (*)
الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية واحترام ذلك لايتعمر إلا في بيئة حاضنة للقوانين والنظم المؤمنة بدولة القانون والمؤسسات، لكن العمل على محو الأثر الإيجابي للإنجاز بدون حق شرعي يعتبر تدليسا، وعمل غير صالح يدفع بالمدمنين عليه إلى عمى العقل والبصيرة..
إن إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في 28 من مايو 2021 على حفل تأمين 620 ألف شخص دفعة واحدة ولفترة غير محددة ليس مجرد وفاء بالتزامات انتخابية بل يعد ثورة إنسانية في مجال التضامن وإذابة الفوارق، قد لا يحس بطعم هذا التأمين الصحي غير الذين وجدوا أنفسهم ذات يوم عاجزين عن علاج أمٍ وأبٍ أنهكتهما الأيام والسنين؛ قد لا يحس بطعمه أو يحسبه إنجازا غير الذين يتألمون بشكل دائم من الأمراض المزمنة والذين هم بحاجة يومية لشراء الدواء والطعام؛ قد لا يحس به أو يحسبه إنجازا غير الذين استيقظوا في سدس الليل الأخير على بكاء طفل أوطفلة بحاجة إلى سيارة اسعاف اوحتى ثلاثية الأرجل لنقله إلى أقرب نقطة صحية وهم لا يملكون حتى “شاريت حمار” لنقل مرضاهم أحرى أن تكون لديهم ودائع مالية بالبيت الذي غالبا ما يكون عريشا أوصفيحا يوجد في أطراف البلاد شرقا وغربا وجنوبا وشمالا؛ قد لا يحس به أو يحسبه إنجازا غير الذين وجدوا أنفسهم يوما يتألمون من المرض والجوع وهم خارج حسابات “الأغنياء” و”الموظفين” و”الأذكياء” و”أهل الخير” و”المتعلمين” و”المهاجرين” والصحفيين” و “الموظفين” و “الوجهاء” والشيوخ التقليدين..!
نعم إنه الإنجاز المرئي الخال من “الرياء” و “الصفقات” والذي زرع البسمة والأمل داخل مئات الألاف من أبناء هذا الوطن الذين ظلت نخبه السياسية تحرمهم من خيراته في انتظار أن تمتلئ جيوبها من المال العام بأوجه صرف مضللة،
نعم لقد بلغت تكلفة التأمين الصحي المجاني لهذه الدفعة من الأسر المتعففة أكثر من ملياري أوقية قديمة، سنة 2021 وحدها، مقتطعة من ميزانية المندوبية العامة “تآزر”.
نعم هذه المليارات ذهبت إلى أجساد منهكة ظلت عقودا من عمر الدولة الحديثة تحرسها عين الله التى لا تنام، وهي شاهد حي على الحرمان والتهميس وتبديد المال العام واليوم تشهد على ما تعيشه لا ما تسمع عنه..!
شكرا فخامة الرئيس، لقد تحدثت شخصيا مع المواطن المتعفف امبارك ولد احمد وهو سبعيني أعمى يعيش بقريته شرق البلاد تبعد عن العاصمة 1243 كلم لديه بطاقة تأمين ويصله مبلغ مالي كل بضعة أشهر وهو مرتاح ولسانه لا يتوقف عن شكر الله والدعاء لمن كان السبب!
(*)صحفي