إيرا : تحذر من خطورة “إجهاض الآمال المعلقة على أجواء الانفتاح وتجييرها لحسابات ومصالح ضيقة(بيان)
بسم الله الرحمن الرحيم
النائب البرلماني بيرام الداه اعبيد
رئيس حركة إيرا-موريتانيا
مرشح سابق للإنتخابات الرئاسية 2014-2019
تنبيه للنظام الموريتاني وللطبقة والنخبة السياسية والحقوقية والرأي العام الموريتاني
يمكن لكل متابع حصيف للمشهد السياسي الموريتاني المتحول والمترحل، تحول وترحل ساكنة هذه الأرض، والمتقلب تقلب أنظمتها السياسية ومناخها، أن يلحظ -دون كبير عناء- أن فرصة غير مسبوقة سنحت للنظام الجديد ليقطع بالبلاد خطوات على طريق غير الطريق الذي تسير فيه على غير هدى منذ عقود.
وترجع هذه الفرصة لاعتبارات عدة؛ ليس أقلها أهمية إدراك القوى المعارضة ذات التأثير الاجتماعي والشعبي والديبلوماسي خطورة الحال الذي وصلت له الأوضاع على مختلف الصّعُد، وخطورة المستقبل المنظور الذي ينتظر سفينة الوطن بكل من عليها إن ظلت جانحة تمخر الأمواج العاتية، وركابها يخرقونها من كل جهة، ويتشاجرون حول كل شيء بما فيه وجهة السير، وخارطة الطريق، ومرفأ الأمان المفروض أن يكون المستقر للجُموع المنهكة.
لقد وفر هذا الشعور، المتقاسم على نطاق أوسع بين الفرقاء الوطنيين برغم تبايناتهم الطبيعية، أرضية كان الجميع – وما زال – يعتبرها أفضل الأرضيات لإطلاق حوار وطني جدي وشامل، وبدون تابوهات ولا قوائم مستثنَيات، ولكن يبدو – وفق المتداول من معلومات دقيقة في أوساط مقربة من دوائر صنع القرار – أن هناك من يريد أن تجري الرياح بما لا يخدم توجه رئيس الجمهورية وأجواء ترجمة الهدوء السياسي الحذر في فعل وطني يخدم البلد ويخرجه من الحلقة المفرغة، وذلك من خلال “إعداد تصورات ضيقة الأفق ومفصلة على مقاسات ذات مصالح جزئية”، وضمن ترتيبات يلفها الغموض بعيدة كل البعد عن حالة التشاور والانفتاح التي يبشر بها حكم الرئيس الحالي، وينتظر عديدون – وعلى رأسهم تيارنا (حزب الرك وحركة إيرا)- تحولها من حال الجزئية والشعاراتية إلى أفق الجدية والبرنامج العملي.
إننا في حزب الرگ – الجناح السياسي لمبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية/ إيرا – وفي الحركة نفسها، ونحن نضع الرأي العام في صورة ما توصل به من مؤشرات مقلقة على مستقبل حوار وطني نعتقد أنه الأفق الأفضل لموريتانيا:
1- نحذر من خطورة “إجهاض الآمال المعلقة على أجواء الانفتاح وتجييرها لحسابات ومصالح ضيقة.
2- ندعو المعنيين والمسؤولين عن قيادة دفة الفعل السياسي في النظام إلى المسارعة في ترجمة الوعود والشعارات إلى أفعال وطنية ملموسة تمس حياة المواطنين، وتستجيب لطلباتهم وتطلعاتهم المشروعة في وطن ينعمون فيه بحرية غير ممنونة، ويتمتعون فيه بمواطنة متساوية، ويعيشون فيه بكرامة وشرف وعدل.
3- نؤكد بوضوح أننا وشركاء الحلم الوطني الديمقراطي لا يمكن أن نرضى بأقل من حوار حقيقي غير “مطبوخ” في الدوائر المظلمة، ولا معدة نتائجه بعناية، حتى لا تخرج عن نمط المألوف الذي لم يزد على تكريس نظام الغبن والأحادية والتسلط والاستعباد والإفلات من العقاب.
4- نحذر من عمل جهات لا تريد الخير للبلاد، ولا تطمئن لموريتانيا العدل والإخاء والمساواة، وتستغل كل الفرص لعرقة أي مسار إيجابي، بما فيها الأوضاع والظروف التي فرضتها جائحة كورونا المستجد، لتمرير أجنداتها التدميرية، وزرع فخاخها الخطيرة.
وفي الختام، ولكي تكون الأمور واضحة لمن يتخذون القرار، فإن ما نحتاجه وننتظره ويحتاجه الوطن ويستحقه ليس “إخراجا” لترتيبات أعدت سلفا، وإنما حوار وطني جامع أو مؤتمر وطني شامل، يعيد تأسيس العقد الاجتماعي للبلاد بما يضمن بناء دولة قانون وعدل حقيقية، وما سوى ذلك إضاعة وقت ستزيد الأوضاع تعقيدا وسيتحمل الضالعون فيها وحدهم ما سيترتب عليها من تقويض لحالة الهدوء المراهن على أفق مختلف عن المقاربات الكلاسيكية العتيقة التي أكل الدهر عليها وشرب.
بيرام الداه اعبيد
نواكشوط 14 ديسمبر 2020