صحفي يكشف فريقا استخباراتيا تابعا لولد عبد العزيز يرسل له رسائل يومية دون علم الدولة الموريتانية (أسماء )
و أنت عند دوار (كارفور) سيتي سانتر، متجها شمالا ، تلف إلى اليمين مباشرة بعد منزل السفير القطري ، ثم تلف إلى اليسار مع أول شارع ، سيكون أول منزل على يسارك ، أصفر اللون ، بوابته تتجه إلى الشمال و إلى جانبها بوابة مرئابه ، يحرسه (بالداخل) عسكري سابق ، متقدم في العمر . و أمام المنزل شجرة ظليلة . يبعد حوالي 40 مترا من الشارع العام و إلى جانبه بيت مشابه له يسكنه أجانب.
هنا، أنت أمام مقر أخطر خلية تجسس و ابتزاز في البلد، تابعة مباشرة لولد عبد العزيز ، تقدم له يوميا تقريرا وافيا عن كل ما يقع في شباكها من المعلومات و عن كل ما يطلب منها من متابعات و مهام تجسس و ابتزاز لكبار المسؤولين و رجال الأعمال و التجار.
يتكون المنزل من طابقين و تقع المكاتب الفاخرة للخلية في الطابق العلوي .
يشرف على إعداد النشرة اليومية للخلية يحيى ولد محمد الأمين (مقرب من المفوض سيدي ولد باب حسن ، كان يعمل ملحقا بديوان الوزير الأول)
و تقدم النشر كل مساء لعزيز إما عن طريق العقيد الدحة ولد مولاي اعلي (زوج أخت ولد عبد العزيز ، مانه) و إما عن طريق مدير أمن الدولة ولد باب حسن (من دون علم قيادة أي منهما).
يتردد على مكاتب الخلية ، كل أقارب ولد عبد العزيز النشطين في الساحة ، الموالين له، من مسؤولين و نواب و رجال أعمال و تجار ، لتغذية النشرة بما يحصلون عليه من معلومات عن المعارضة و الموالاة و الجيش و الأمن و رجال الأعمال .
و يعتبر النائب لمام ولد ابنه من أهم المشرفين على الخلية.
تستدرج الخلية بعض المسؤولين و رجال الأعمال إلى مقرها لتخويفهم و الحصول منهم على بعض المزايا (بالترغيب و الترهيب) ، بعد إفهامهم أن مصيرهم مرتبط بتقاريرها اليومية (مثل الجميع) .
كما تطلب منهم التعاون الاستخباراتي بإيحاءات واضحة أن مساهماتهم في المجال قد توصلهم بعيدا و عدمها قد يعطي انطباعات سيئة لدى “البطرون” بما يترتب على ذلك من أمور مفهومة.
و لدى الخلية مجموعة مخبرين من الشباب أساسا، تكلفهم بمهام ميدانية (المتابعة، جمع المعلومات، حمل الرسائل…)
المسؤول الوحيد في الخلية ، دائم التواجد في المقر هو يحيى ولد محمد الأمين و هو الوحيد من يدخل سيارته في المرآب بجهاز التحكم عن بعد. و يوقف الآخرون سياراتهم عادة على بعد من المكان و يدخلون المقر ملثمين (النائب ولد أبنه، علي ولد الدولة، محافظ البنك المركزي، العقيد الدحة ولد مولاي اعلي، المفوض ولد باب حسن…)
و من الواضح من خلال مهام الخلية أن المفوض ولد باب حسن و العقيد الدحة ، يتجسسان على الجيش و الأمن (إن تطلب الأمر ذلك) و هنا تكمن خطورة تجاوزهما في عملهما في جهاز استخباراتي “أهلي” ، لا تنظمه أي مسطرة قانونية ، لا يستمد شرعيته من أي وصاية و محل ثقة عزيز أكثر من أي جهة أمنية رسمية .
إن انتماء الاثنين إلى جهاز تجسس “أسري”، متجاوزين التزاماتهما العسكرية و ما تفرضه وظائفهما من تحفظ و وفاء لمؤسسيتيهما، أمر في منتهى الخطورة لكن الأخطر منه هو بكل تأكيد عدم اتخاذ أي إجراءات تأديبية ضد الاثنين (تصل الخيانة العظمى) و عقابية ضد البقية (تصل الحرابة). أما الأخطر من هذا و ذاك ـ في مفهوم كيان الدولة و استقرارها ـ فهو معنى عدم التعرض لهم و ما يبرر به من أمور مسكوت عنها .
لو كان هذا الأمر يقع اليوم في أي مكان آخر من العالم لقامت الدنيا و لن تقعد حتى ينالوا جزاءهم و متابعة أذيالهم و امتداداتهم حتى يتم قطع دابرهم بلا رحمة؛ لكنني متأكد أن أي شيء من ذلك لن يقع مع الأسف ، فقط لأن عزيز لن يحاكم نفسه و لن يحاسب أعوانه.
فأي عار تجلب لنفسك و لموريتانيا يا غزواني !؟
الصحفي سيدي ولد بلعمش