حنفي دهاه يصف مستشارا بالرئاسة بالجرثومة (مقال )
حنفي الدهاه
نشر في أغسطس 29, 2019
أسر احميده ولد اباه لبعض خلصائه أنه التقى الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني و طمأنه على البقاء في منصبه مستشاراً له، و أمره بالاستمرار في الضلوع بالمهام التي كان قد أوكلها له سيده السابق.
و سواءَ كان النذل ولد اباه صادقا في قوله، أم كاذباً، و هو كذوب، فما لاشك فيه أن احميده كان رجل المهمات القذرة في نظام ولد عبد العزيز، و بقاءه يعني أن الحية الرقطاء لم تخلع حتى جلدها.
كان احميده ولد اباه رأس كل بلية،
و مفتاح كل دنيّة، فهو من كان يدير شبكة التنصت على المكالمات الهاتفية و الإيميلات و حسابات التواصل الإجتماعي، و هم من كان يطلع من خلالها على عورات الناس
و خصوصياتهم، معارضين و موالين، ليبتزهم، و ليشهّر بهم.. و أنا الخبير بهذا الملف، يعلم الله، و يعرف النذل احميده ذلك، و لي عليه أدلة شواهد، أعرف كم خرّب أحميده من بيوت بما سرّب لبعض أفرادها من خبايا الآخر، و بما نمّ و أفشى من نزواته. فلم يسلم حتى الرئيس الجديد من شرّه المستطير.
الرجل نشر الرعب في المؤسسة العسكرية فلم يعد يأمن ضابط أن يتصل بضابط، و لا جندي أن يتواصل مع جندي حتى و هو خارج البلاد..
رجال الأعمال اضطروا لاقتناء هواتف مشفّرة، حيث كان يستغل التنصت على مكالماتهم ليسرّ بها لمنافسيهم في محيط الرئيس السابق.
و هكذا عانى موظفو الدولة
و مسؤولوها من أذن ولد عبد العزيز السحرية التي كانت من ضحاياها الوزيرة السابقة سيس بنت الشيخ ولد بيده، حيث أفضى تنصت احميده على مكالماتها و مكالمات زوجها حبيب ولد أحمد سالم لإقالتها المهينة و اعتقاله، و للتشهير بهما في وسائل الإعلام الرسمية و ”المستقلة“، ليطوى الملف بعد ذلك، قبل أن يرتدّ للعدالة طرفها.
رغم أهمية المعارضة في ترسيخ نظام ديمقراطي تعددي فإن مما حال بين المعارضة و أداء الدور المتوخى منها تنصت احميده ولد اباه على قيادييها، و تسريب مداولاتهم السرية، مما فتّ في أعضادهم،
و دق بينهم عطر منشم، فدبت بينهم الشكوك و الظنون، و فشا بينهم الحديث المرجم، فلم يعد بينهم من يثق في الآخر، و بذلك تم القضاء على آخر رمق للسجال الديمقراطي.
الكتابة عن مهام احميده ولد اباه القذرة، و تاريخه في اقتحام خصوصيات المواطنين، و لعب الأدوار المعتمة، و فضائحه في اقتناء أجهزة التنصب و تسجيل المكالمات،
و تعامله مع عصابات القرصنة
و أبطال الأنترنت المظلم، تحتاج سجلات بعرض السماء و مداداً بغزازة البحر، و إن يجهلها أحدٌ،
فما ولد الغزواني لها بجاهل.!
إننا نطالب بالتحقيق في تاريخ التنصت على المواطنين و انتهاك خصوصياتهم، و محاكمة كل من اقترفوا تلك الجرائم، و أولهم النذل احميده ولد اباه، فكيف يتم تعميده و إعادة الاعتبار له، في ظل نظام جديد نعلّق عليه آمالاً و نعتزم أن نمنحه فرصة.
باختصار: لقد كان احميده جرثومة نظام ولد عبد العزيز.