التلفزة الموريتانية : من مسيرة الاصلاح الى مسيرة الأغلاط
من مسيرة الاصلاح الى مسيرة الأغلاط.
” الاخطاء الفنية” شيء عادي فى التلفزة الموريتانية منذ نشأتها فى منتصف الثمانينات و قد ألف مشاهد التلفزيون الوطني هذه العبارة و حفظها جيدا ” نعتذر للمشاهدين عن هذا الخلل الفني”.
فى البداية كانوا يعتذرون. الجيل الجديد تربي فى الاخطاء و لا يفهم لم يعتذر و ربما فهم الزملاء عبثية الاعتذار نيابة عن مؤسسة ميؤوس منها!
لا تكاد يمر يوم إلا وحدث اهتزاز فى الصورة او انقطاع فى الصوت …و هذه مسائل عادية ولم تعد تلفت انتباه المشاهدين الذين يئسوا على اية حال منذ زمن طويل و نفضوا ايديهم من التلفزيون الوطني بعد ان ايقنو انه لن يبث الا القمامة.
و لكن الغير عادي و الجديد على التلفزيون هو الاخطاء السياسية القاتلة التى بدأت تقع فيها الادارة الحالية للمؤسسة منذ ان تولى عبد الله ولد احمد دامو ادارتها فى نوفمبر من السنة الماضية.
ا٢ول خطأ وقع فيه الرجل هو استضافة السياسي المعارض صالح ولد حننه من طرف صحفي لاخبرة له بفنون المحاورة …ووجد المعارض فرصته ووجه للحكومة ضربات موجعة. و تلقى ولد احمد دامو حينها عدة اتصالات غاضبة من ( فوق ) و كان عليه ان يقضى الاسابيع الموالية فى الشرح و التبرير .
٢/ الخطأ الثاني ظهور احد المحسوبين على التطرف على القناة الثانية .
٣ / دعوة البي بي سي الى استديوهات التلفزيون لمناقشة العبودية فى موريتانيا و اطلاق شائعات عن رفض التلفزيون لاستضافة بيرام الذي كان حينها يستعد للترشح للرئاسيات
٤/ظهور صحفية على الهواء بالخطأ و هي تنتقد الرئيس حينها.
٥/ لم تمض الانتخابات الرئاسية حتى وقع التلفزيون الرسمي فى خطأ آخر و كان قاتلا فكلنا يذكر تلك المواطنة التى دعت للتصويت لبيرام على الهواء قبل الحصص المخصصة للدعاية
٦/ حال تنصيب الحكومة الجديدة بدأت ادارة التلفزيون تتخبط كالجمل الاعمى و كان التحدي المطروح هو نقل الولاء من الرئيس السابق الى الرئيس المنتخب …
نشرت تقدمي خبرا مغلوطا مفاده ان مدير الديوان الجديد طلب من مدير التلفزة التوقف عن بث الملفات التى تمجد عشرية الرئيس السابق!
رغم أن التمجيد اصلا ليس هو مهمة التلفزيون الوطني و لكن التلفزة وقعت فى الفخ واصدرت بيانا تدافع فيه عن نفسها خوفا من انتقام الرئيس السابق.
لأول مرة فى تاريخ التلفزيون تصدر فيه التلفزة بيانا تدافع فيه عن نفسها و تظهر للمشاهد حالة الضعف و التخبط. ومازاد الطين بلة ان التلفزة عادت و سحبت البيان. تأكيدا لحالة الحيرة و التخبط.
٧/ ارتبكت التلفزة الموريتانية مرة اخرى حين اخطأ الناطق باسم الحكومة فى القاب الرؤساء بروتوكوليا …و ترددت كثيرا هل تبث البيان ام تحجبه …فى النهاية بثته للمشاهد ثم حجبته.
٨/ قص مقابلة اجرتها قناة البرلمانية مع السياسي المخضرم بيجل ولد هميد …و قد عمدت التلفزة الى بث المقابلة مقطعة بالمونتاج..و هو ما اثار لغطا و حرجا لم يكن لا بد منه.
٩ / الآن يتأخر التلفزيون الوطني عن تغطية نكبة فيضانات فى احد اكبر العواصم فى البلاد و يعمد صدفة الى بث حرائق غابات الامازون فى امريكا الجنوبية !
عددت لكم عشر اخطاء على الاقل
الرقم 10 هو عدد الاشهر التى مضت منذ ان تولي الرجل ادارة المؤسسة .
كامل العبث
محمد الأمين / عبد الله