المركز الثقافي المغربي ينظم محاضرة بعنوان الوسطية في الإسلام
نظم المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء اليوم الخميس ، محاضرة بعنوان (الوسطية في رؤية علماء موريتانيا والمغرب) ألقاها الشيخ بون عمر لي .
المحاضرة حضرها جمهور غفير من المهتمين بالشأن العلمي بالبلاد إضافة إلى بعض الباحثين والدكاترة وبعض تلاميذ ومريدي الشيخ.
مدير المركز السيد حسن الزهيري ، وفي كلمة له بالمناسبة رحب بالحضور ، مؤكدا أن المحاضرة تندرج في إطار الأنشطة الأسبوعية للمركز ، معرفا بالشيخ الدكتور بون عمر لي ، والذي هو أستاذ سابق ورئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة (فرع موريتانيا) .
ذاكرا لبعض مؤلفاته الدينية والتي من بينها : “سواقي الحوض على فيض النهر والروض” و ” أحكام الطهارة في المذهب المالكي” ومطبوعات أخرى بالبولارية كالفرائض وأحكام الصلاة ، إضافة إلى ديوان شعر ” الواحة” وبحوث أخرى في الثقافة الإسلامية والعربية.
مضيفا أن الشيخ هو عضو هيئة العلماء الموريتانيين ، وعضو مجلس جائزة شنقيط ، وعضو في عدة مجالس إقليمية ودولية ، مذكرا بكونه تولى إدارة عدة مؤسسات تعليمية في البلاد.
وتابع المدير يتطرق محاضرنا هذا المساء لموضوع جد قيم يتعلق بمفهوم الوسطية في الإسلام بين علماء موريتانيا والمغرب من خلال تعريفها وإيضاح تجليات معانيها وتقديم نماذج من وسطية أهل السنة والجماعة.
وقد تأصلت -يضيف المدير – هذه المنظومة الفكرية الوسطية الراشدة كحاضنة للثوابت الدينية المشتركة بين بلدينا الشقيقين والمتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف الجنيدي ، فاسحا المجال أمام فضيلة الشيخ لإلقاء محاضرته .
الشيخ بون عمر لي ،أكد في بداية محاضرته أنها ستكون مجرد إثارة لبعض القضايا قصد الاستفادة والبحث ، بعدها بدأ الشيخ بتعريف الوسطية والتي أكد انها هي الخصوصية المميزة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، مضيفا وإن كانت تعني لغة النصف بين الشيئين مضيفا تعريفات أخرى مستدلا على ذلك ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
مضيفا أن الوسطية تعني (لا إفراط ولا تفريط) مستدلا على ذلك بعمل اليهود والنصارى مع النبي عيسى عليه السلام ، مؤكدا أن وسطية الأمة الإسلامية تقتضي القيام بثلاثة أشياء اثنان تمنحمها للبشرية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واللذان هما : الإصلاح ومحاربة الفساد) ، والثالث لنفسك وهو : الإيمان بالله.
وعليه يضيف الشيخ علينا أن نتوسط في كل شيئ حتى في العبادة مستشهدا بعمل القوم الذين تقالوا عمل رسول الله صلى الله عليه مؤكدا أن نيتهم القيام بزيادة على عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بداية الإنحراف ، وأن المطلوب هو اتباع السنة ، مضيفا أن الهدي النبوي يدعو إلى الموازنة بين الجهد البدني والأوامر الدينية ، مستشهدا بحديث حنظلة .
مضيفا أن الدين الإسلامي مرن مؤكدا أن الاختلاف بين العلماء جاء تحقيقا لذلك مستشهدا بقول العالم (إنما الفقه الرخصة من الثقة).
بعد ذلك تحدث عن المشترك بين علماء موريتانيا وعلماء المغرب والذي من أوله أنهم من أهل السنة والجماعة ثم المثلث الخصوصي والذي عبر عنه ابن عاشر بقوله:
في عقد الأشعري وفقه مالك $ وفي طريقة الجنيد السالك .
بعد ذلك غاص الشخص في مدلول كل واحد من المشتركات على حده.
بعد ذلك فتح المجال أمام الحاضرين للتعليق على المحاضرة ، حيث كان أول المعلقين الدكتور حنفي الذي أثنى على المحاضرة والمحاضر مبرزا أنواعا من الوسطية في الإسلام وخصوصا الإمام مالك بن أنس ، مبرزا بعض الملاحظات وخصوصا حول وصول الأشعرية إلى موريتانيا .
ثم تتالت بعد ذلك المداخلات المعلقة على المحاضرة.