فيسبوكيات

الرئيس الأسبق لحزب تواصل يتحدث عن لقاءه السري بالرئيس(تدونة)

 

 

 

قد يرى البعض أنه لا لزوم لهذا التعليق ، فالموضوع قد لا يستحق ثم إنه فصلتنا عنه أيام ، و لكني في مثل هذه الأمور أرى أن للرأي العام حقا يلزم للمهتمين بالشأن العام أو الفاعلين فيه مراعاته و تأديته ما أمكن .
عرفت الأيام الماضية نقاشا و تداولا واسعين حول موضوع المفاوضات السرية بين النظام و المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و ذكر في هذا السياق لقاء جمعني مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز ليلة الفاتح من رمضان ، و إسهاما في هذا النقاش و وضعا للأمور فيما أراه نصابها أورد الملاحظات التالية :
1 – سبق لي أن أوضحت رأيي في اللقاء بين المعارضة و النظام و خلاصته أنه لا إشكال فيه علنيا كان أو سريا فالخصومة لا تمنع ذلك ، المهم حول أي موضوع كان اللقاء و في أي سياق و ما الهدف منه .
صحيح أن الأفضل أن يكون علنيا و شفافا و تحت أنظار الرأي العام ، لكن ظروف ضعف الثقة و الخوف من التوظيف الدعائي – قياسا على السوابق – و تحرزا من أطراف أغلبها في السلطة لا تبخل في السعي لإفشال أي تفاهم بين النظام و المعارضة ، قد تدفع لجعل هذه اللقاءات سرية .
و قد اتضح من خلال مسير طويل أن المنتدى – و كذا الأطر التنسيقية للمعارضة قبله و معه – يعرف ما يريد و لا يخشى عليه عموما من علنية التفاوض أو سريته .
2 – فيما يتعلق باللقاء المذكور فقد التقيت فعلا ليلة الفاتح من رمضان الماضي بالرئيس ولد عبد العزيز بناء على مبادرة و ترتيب منهم ( السلطة و موفدوها ) و اتفقنا على سرية اللقاء و كان موضوعه الرئيسي هو مناقشة صريحة و مستفيضة حول مخاطر الاستفتاء على البلد و الدستور و الوضع السياسي و ألححت في المطالبة بإلغاء الاستفتاء و ليس تأجيله ، و أن ذلك كفيل بفتح الأفق أمام انفراج سياسي يحتاجه البلد و ظننت بادي الرأي أن لكلامي بعض الوقع ، و لكن الرئيس أوضح في النهاية أنهم تقدموا خطوات في موضوع الاستفتاء و لم يعد واردا التراجع عنه ، و رغم المعاودة و المناقشة ظل الرجل على موقفه و لكنه أوضح أن الاستفتاء سينفذ و بعده يقول : نرى أن نتواصل و ننظر ، و لكني كنت واضحا أن الأمر الأساسي عندنا كمعارضة و نراه معبرا عن المزاج الشعبي هو إلغاء الاستفتاء و قصدت أن لا أعلق على عرض التواصل و النظر بعد الاستفتاء .
و أثناء النقاش ذكرت نقاط مختلفة كان منها الشيوخ و تصويتهم ضد مشروع التعديلات الدستورية و كان التباين واضحا و أعاد ولد عبد العزيز في هذه النقطة اتهام الشيوخ و أننا نحن نعتبرهم أبطالا heros و هم يعتبرونهم غير ذلك .
فالحديث عن مطالب على النحو الذي ذكر غير دقيق ثم إن موضوع المعتقلين و المتابعين متأخر عن اللقاء فلم يكن واردا طرحه فيه !
كان اللقاء رغم التباين هادئا و اتضح أنه لم يخرج بنتيجة و أكثر من ذلك لم يعقب الاستفتاء على الأقل في الفترة القريبة منه أية مبادرة اتصال حسب ما ألمح الرئيس في لقائه معي بل حسب ما صرح .
أشير إلى أنني و أنا أعطي هذا الملخص عن اللقاء – بعد أن تحدث عنه رئيس الاتحاد من أجل الجمهورية الذي لم يكن من أطرافه حينها – كنت أفضل أن أبقيه سريا كما اتفق خصوصا أنه لم يحقق هدفا و لم يترتب عليه شيئ .
3 – رغم بعض مظاهر التردد في مسار المعارضة في هذا الموضوع و رغم بعض التوجس و الغموض التي تصنعها أجواء السرية فإن المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة أو المبادرين باسمه أو ” المبوهين ” نيابة عنه بلغة الرئيس محمد ولد مولود أظهروا مسؤولية عالية و مرونة محسوبة و المسار الذي شرحه الرئيس محمد محمود ولد سيدي يشهد لذلك ، و لكن مشكلة الطرف الآخر ( السلطة و موالاتها ) أنه لا يريد معقولا و لا يقبل منصفا و تقديره أو رغبته أن يكتفي المنتدى بمندوب أو اثنين من أقارب أو مقربي زعيم هذا الحزب أو ذاك في لجنة الانتخابات ! أما تنازلات بحجم اللحظة الديمقراطية و خطوات تعطي مصداقية لمسار يحتاجها فليست في جدول أعماله للأسف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى