أقلام

سامحوني في هذا الطرح ولو قليلا!../محمدن منيرا

 

سامحوني في هذا الطرح ولو قليلا!..
زملاء الأعزة والأعزاء السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركات.
لا أعرف بصورة شخصية ولا بتجربة مهنية الزميل الوزير الدكتور نذير ولد حامد – رغم ما سمعت عنه من حسن سيرة وسلوك جزاه الله عليه خيراً-، كما أنني لا أعرف أغلب طاقمه التنفيذي ولا الإداري.
لكنني وبحكم متابعتي للهرج والمرج الذي رافق تدخلات الوزارة ممثلة في مختلف قطاعاتها المركزية والفرعية خاصة ما يتعلق بتدخلات وتعاليق الطاقم الصحي على مختلف وسائط التواصل ووسائل الإعلام فإنني أنبه الجميع وخاصة زملائي في قطاع الصحة بشقيه العام والخاص إلى النقاط التالية:
1- ينتقد الكثير منا القرارات والإجراءات التي اتخذها قطاعنا الصحي ممثلا في الوزارة التي تجسد رؤية الحكومة في المجال الخدمي المرتبط بالصحة ويركز على ضرورة ” تحسين وضعية العمال” في تلميح مصرح يتعلق بالوضع المادي البحت من جهة الرواتب والعلاوات.
دون أن نطرح سؤالا بسيطا “من أين ستأتي الحكومة بالمبلغ المخصص لزيادة الرواتب ورفع مستوى العلاوات” إن مجرد طرح هذا السؤال قد يحل الكثير من الإشكالات ويغلق الباب أمام الكثير من الوعود التي خدعت أغلبنا سابقا، وللتذكير ووفقا لمبدأ فصل السلطات فالحكومة سلطة تنفيذية فقط وليست مشرعا.
2- نحن عمال الصحية أغلبنا مكون تكوينا فنيا بحتا وعلينا أن نستفيد من فنيتنا هذه ولو قليلا فمثلا للحكم على عمل الساسة الجدد لقطاعنا يجب أن: نبحث أولا عن نص السياسة القطاعية التي ينتهجها قطاعنا وبعد ذلك علينا أن ندرس الاستراتيجيات والمقاربات المتبعة لتفيذ تلك السياسة وتحيقيق أهدافها حتى يتسنى لنا الحكم على جدوائيتها، ومن يدري لعل نجاح بعض محاور هذه السياسة يحمل مردودا ماديا أومعنويا أو هما معا قد يكون أكبر مما نطالب به بصورة عاطفية من زيادات لا نعرف السبيل إلى تحصيلها.
3- أليس من الممكن أن يكون نجاح ما يدعيه المشرفون على تصور وتنفيذ سياستنا الصحية الجديدة من إصلاحات يحمل انعكاسا إيجابا على وضعية العامل الصحي على الأقل بتحقيق معايير الشفافية والانصاف وتوفير الشروط القانونية والظروف الفنية لتقديم الخدمات صحية، الشيء الذي يُمَكنُ العامل الصحي من معرفة ما له وما عليه وماهو المطلوب منه وكيف يجب أن يقوم به، وما عليه أن يطالب به فعلا لتحيق ذلك.
4- إن العامل الصحي اليوم مطالب بحكم العولمة والتطورات الدولية والوطنية بأن يعرف وبوعي تام أن العمل الصحي خدمة فنية إنسانية تهدف إلى توفير الخدمات المرتبطة بصحة البشر والمحيط الذي يعيشون فيه لا بتقديم الصحة، “راجع إعلان الماآتا وسياسة الخدمات الصحة القاعدية 1979 والسياسة الدولية المبنية على أهداف الالفية للتنمية 2000 والسياسة الدولية المنبثقة عن أهداف التنمية المستدامة 2015”.
زملاء الكرام الصحة ليست فقط مجموعة من الفنيات ولا من المهارات التي تطبق على على جسم الإنسان، *لا* *ابدا* اثنها مجموعة من السياسات أغلبها دولي مبني على مجموعة من الأهداف لها مؤشراتها ومعاييرها وتنظم بمجموعة من النظم والقوانين وعلينا وجوبا معرفتها أولا وتدارسها ثانيا حتى نعرف حقيقة ما لنا وما علينا، وعندها سنعرف تماما كيف نحكم على اي شيء في قطاعنا وسندعم مطالبنا ومقترحاتنا بالحجج والبراهين بعيدا عن الخوض والجدل والشحناء وهدر الطاقات.
والله الموفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى