أقلام

مرحلة ٧٧- ٨٥ (معلومات تنشر لأول مرة عن البعث الموريتاني )ح8

 

 

مرحلة ٧٧- ٨٥ أين نجحنا واين فشلنا؟

لقدكانت المرحلة الاولى لدخزا الحزب مرحلة غنية
بالتجارب والعبرمليئة بالانجازات والاخفاقات ولقدكان
ماتم فى هذه المرحلةيمثل أكثر ماتم تحقيقه فى كل مراحل نشاط الحزب التي اسمرت دون توقف حتى
١٩٨٨ حيث انتهى دوري  واطلاعي .
أن أول شيء تحقق وبنجاح هو نشر فكر الحزب و  تأسيس قواعده التنظيمية وبناه التسلسلية. وأول فشل واجهناه عدم القدرة على رفع المستوى النضالي
لاعضاء القيادة اللذين فشل اكثرهم فى قيادة الخلايا والتنظيمات الجديدة وكذلك الفشل فى تحقيق الصف الثاني فى الحزب الدور الذي تطلبه الاندفاع الهائل فى التوسع الكمى ومع ان المستوى الذي أمكن تحقيقه فى القيادة والمستوى الذى تحقق فى الكادر سير الامور فأن ماكان يمكن أن يتحقق كان أكثر كثيرا وحال دون ذلك صعوبة الارتقاء بالمستوى
ولقدفشلنا فى تنظيف الحزب من تأثير القبلية فتأثير القبلية ظل يشكل مسكوتا عنه كثير الضرر ولقد نال
البعض مستويات اكبر كثيرا من دورهم وحرم آخرون
اعتبارات مستحقة للاسباب غير ضرورية ولقدتكلفنا
جهودا غير ضرورية لعلاج هذه الظواهر وأعتقدان كل من مارس السياسة فى هذالبلد احس بتأثير الوضع القبلى والجهوي على سير الاموربعدالة وموضوعية
ولقدحدثت تكتلات جانلبة وصعبت اجرآت كانت ضرورية تجنبا لمضاعفات غير مرغوب فيها
لقدتأكدت اثناء الممارسة أن قوة الشخصية والمكانة
التنظيمية ليسا مانعين من استهداف التجمعات المستندة الى القبلية والجهوية.
لقدكنت ألعب دورايفوق طاقتي ويفرض دورى علي علاقات بمختلف مستويات التنظيم الحزب ي وكانت هذه العلاقات تفرض متطلبات تفوق إمكانياتي المادية
فلقدكان الارتباط بالجميع يطرح المشاركة فى امورهم
وتلبية بعض الحاجات الظرفية لهم وكان قدومهم الي فى الدار يجعل الداربمثابة فندق للاكل والشرب والراحة وكان ايضاح الامر للحزب اصعب من خرط القتاد وعدم طرحه يفرض الوقوع فى مزالق ولقدكان
الكثيرون متأذين من صرامتي فى القيادة ويبحثون عن مدخل عندما سجل( المبدئيون ) علي مخا لفة مالية كمازعمو واننى أرى انه لو استطاعو مواكبة حاجة العمل لكان وضعهم غير الوضع الذي بلغو ولقد استنتجت من تلك الحوادث اننا لن نستطيع تحقيق مانصبوا  اليه لضعف المبدئية وضيق الأفق
ولقداضطررت للسفر – كماسبق وذكرت- بعد٦ أبريل عند انقلاب المرحوم باذن الله احمدبن بسيف وعند سفرى كان لدي مبلغ كبير من المال فاخذت منه وانا متوجه لافريقيا٢٠٠ ألف أوقية وسلمت المبلغ لتحي بنت الزبير زوجتي وقلت لها هذالمبلغ سلميه لممدبن احمد وفعلت ذلك وانا لو شئت اخذه كله ماسألني احد وهي لو أخذته ماسئلت لكنني كنت أرى ان مقتضى السياسة السلطة
فإذا حزتها فليس لى غاية بالنقود واذافشلت فسوف أعدم ولاغاية لى فى النقود!  هذه الافكار هي التي جعلتنى آخذ مبلغا زهيدا نفد مني فى غينيا ووقعت فى ورطة هذه الافكار تختلف وافكار( المبدئيون ) السخفاء والذى كان البعض منهم يقيم المشاريع وهم يمارسون
السياسة الثورية التى لامكان فيها لغير احتمالين النجاح أوالهلاك لكنهم لايدرون خطورة العمل الذي يمارسون
ولقد أشرت فيما سبق وكتبت الى أن هناك من أخذ ماكان تحت يده وهرب فعندما اردت التخفى عن الانظار فى وجه امر الاعتقال الذى صدرضدى وكان علي ان اتسلم مبلغا كبيرا كان مودعا عند أحد انواكشوط وكان معى أحد كوادر الحزب الذي أثق به فقمت بأعطائه الوصل ليتسلم المبلغ ويعطيه للجهة التي حددت له فقام بأخذه وتصريفه فى شأنه بكل وقاحة ونذالة وذهب لحال سبيله أثناء وجودنا فى القاعدة العسكرية التي اعتقلنا فيها قامت الشرطة باعتقال هذالعنصر و ادخلته عليناعلى انه واحد منا والتقيته فقلت ياعبدالله بن المختاركيف طاوعتك نفسك على فعلتك التي فعلت فضحك ضحكة صفراء!
ولم يتكلم.. ولقدنفدت نقودى فى غينيا وكانت دمشق وبغداد متفقينوجات السفارة السورية واستقبلنى القائم بالاعمال وذكرت له انني عضو القيادة القطرية لحزب البعث فى القطر الموريتاني وان لدي مشكلة مادية تضطرني للإتصال بقيادتى واريد منهم مساعدتى للاتصال بها فاخرج من جيبه مبلغا بسيطامن السيلى العملة المحلية لغينيا فى ذلك الوقت فنظرت الي وجهه وهو يمد يده بالصدقة لى ولم انظر الى يده وخرجت دون وداع ولم التفت اليه وخرجت وفى تلك الليل بدات السفر راجعا الى انواكشوط عبرغينيا بساو والسينغال.
وبعدوصولى الى انواكشوط ومازال الامر باعتقالى قائماوجدت محمديحظيه وممد مختفين فى انواكشوط وفى اشدالحاجة للتواصل معهم وتزويدهم
بالاخبارومختلف حاجياتهم وقمت بذلك حتى اصدر ولدهيدالة العفوعن المعتقلين ووقف البحث عن المختفين. وان الموضوعية هنا تقتضي  ان أشير فى ختام هذه الفقرات من هذ الجزأ الى ان هناك ادوارا كبيرة لكثير من رفاق المرحلة الاان الدور الذى لعبه محمديحظيه بن بريدالليل يفوق ادوار الجميع ودون ان انتقص لامن دوري  ولا من دور احد اسجل انه لولم يكن ابريدالليل لكنت ربما لم اكتشف الحزب ولولم يكن لماكنا استأنفنا مرحلة بناء الحزب التي هي موضوعنا ولولم يكن ابريدالليل لمااستطاع التراد تمريربرنامج النشاط الذي
كان له اقوى الاثر ولقدلعب ابريدالليل دورافى انقاذي
عندما وقعت فى ورطة فى بغداد وسأذكر  ذلك ان شاء الله فى وقته وان الحجج الذي يتحاجج بها بعض اللذين يغمزون من قناة ابريدالليل بانه قدتوقف وترك الحزب ١٩٧٢ تحجج باطل فذلك ا لوقت الذي بدأ العمل السياسي كله يتأزم بسبب اصلاحات الرئيس المختار بن داده
لم يكن هناك هيئة رسمية يتقدم لها برئي اويطلب منهارئيا ولم يتوقف طول حياته ولم يترك اعداؤه حربه فى كل الاوقات وفى كل الظروف نعم له اخطاء
ومن لايخطئ ؟  ولدينا عليه مآخذلاشك فى ذلك لكن لانغمضه حقه وهذا لاينقص من حق اي محق أن تاثير ضعف الروح الرفاقية وضعف الانسجام ووحدة الرؤية كان له أكبر أثر على الأداء العام وفى مختلف
الظروف
ولقدكنت المسؤول الاول- ربما- عن وجودمستشارين
حزبيين قدمومن بغدادلغرض المساعدة فى الضبط والتنظيم الذي كنا كما سبق وذكرت ناقصى الخبرة والتجربة فيهماولقدكنامؤمنين بالوحدة العربية بحيث
لايشكل وجودبعثيين نستفيد بخبرتهم التنظيمية وتجربتهم النضالية اي احراج لنا بل نعتبره اكثرمن
طبيعي ولقدساعدونا كثيراواتعبونا كثيرا واتعبناهم
بماشكله تعقيدبعض امور التنظيم واختلاف عقلياتنا
وعقلياتهم وامزجتنا فالعراقيون يتمتعون بالكثير من دماثة الخلق التوددوالمجاملة بينما تتسم اخلاقنا
بالبساطة والمباشرة اوشيء من الجفاء- ربما- غير
المقصود ولقدتصورت بعد فترة من العمل المشترك معهم انه
كان الافضل لنا ان ناخذآراأهم من بعيد ولانستقدمهم
لكن بعد فوات الاوان ولقدحدثت امور بعد اعتقالي تؤكدوجاهة هذالرأي

اولا: لقداستطاع ضابط تصورت
قبل اعتقالى انه مبعوث من السلطة لاختراق التنظيم
العسكرى والذي ذكرت انني شككت في امره ورفضته
وكان ذلك هو سبب اعتقالى واعتقال الجماعة معى للتمويه هذالعنصر بعداعتقالى نظم بمشاركة من عضو القيادة الذي لايعرف الاموركمانعرفها نحن ولقد اعقبت مرحلة تنظيم هذالعنصر واثناء وجودى فى المعتقل ان نشب خلاف حاد بين ضباط ينتمون للجنوب والشرق وآخرين ينتمون للشمال وهذا فى
نظرى خلق خلخلة فى التنظيم العسكرى لايمكن تقدير
مداها اننى احترم محمدسعيدواعلم اخلاصه واعلم انه قدلايقاسمنى الرأي  اوالانطباع لاسباب وجيهة اهمها التفاوت فى المعلومات والتقييمات لكن هذا الذي ارى وقداكون خاطئا و الله أعلم بالصواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى