أقلام

مقترح في استتابة ولد امخيطير/السالك محمد موسى باحث في العلوم الاسلامية والاجتماعية

 

مقترح في استتابة ولد امخيطير

فكرتان أساسيتان لابد من الاعتراف بارتكابهما ثم التبرئ منهما في إعلان توبة ولد امخيطير

من طالع مقال ولد امخيطير المسيئ يدرك أنه تضمن الفكرتين المنحرفتين التاليتين
1- التشكيك في عدالة و عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بمحاباة الأقارب و التمييز ضد غيرهم من خلال تفسير مغلوط لأحداث من السيرة النبوية تم عزلها عن سياقها بعنايةوسوء نية ووفق صياغة مقصودة و مختارة.

2- نقض الفكرة التي ينطلق منها ما يسمى(حراك لمعلمين) والقائلة إن مظلوميتهم (ماتعرضوا له من تهميش وظلم معنوي)ليست بسبب تعاليم الإسلام بل هي ناتجة عن فهم خاطئ لهذا الدين الحنيف ، و قد سخر ولد امخيطيرمن هذه الأطروحة وتبنى تقضيها .وهو أن مشكل الغبن والظلم الذي تعرضت له شريحة لمعلمين يمكن في جوهر الدين الإسلامي لأن نبي هذا الدين- في نظره – يعتمد المحاباة و التمييز. ومن هنا على لمعلمين – حسب ولد امخيطير- أن يصححوا وعيهم ويمتلكوا الشجاعة للثورة على الدين الإسلامي متحالفين مع الشرائح المظلومة الأخرى.
إن كل اعلانات التوبة التي قدمها ولد امخيطير تطبعها السفسطة والخداع .فهو لم يزل يكرر (بل ويقسم أحيانا – كما في الأبيات الضعيفة النسج والوزن المنسوبة إليه -) أنه لم يقصد الإساءة وإنما استعرض آراء لبعض الملحدين. وهذا الأسلوب الملتوي المخادع يكشف عن كونه مازال زنديقا.و هو ما يؤكد صواب التكييف الذي اعتمدته محكمة نواذيبو الابتدائية في قضيته قبل أن تنحرف الامور عن مسارها .
إن كل فقيه يقبل من ولد امخيطير( إعلان توبة مجمل )ولا يفرض عليه التصريح بارتكابه لجرم الترويج للفكرتين المنحرفين أعلاه، هو اما لم يقرأ مقاله وحكم على الأمر دون تصور صحيح . وإما أنه لم يفهمه وانخدع بسفسطة المسيئ

قد يقول قائل أن ولد امخيطير اذا استقر في الخارج (كما يتوقعه بعض المحللين لأسباب في مقدمتها الخوف على حياته من بعض الغاضبين من جريمته ) فقد يتابع نهجه الزندقي ان كانت توبته كاذبة. و الجواب اذا افترضنا هذا الاحتمال (والأفضل حسن الظن بمن يعلن توبته حتى يثبت العكس ) أن ولد امخيطير أن أراد أن يواصل الزندقة فلن يجد من القضايا التي يركبها سوى قضية(مظلومية لمعلمين ) ولن يردد في هذا المقام سوى الفكرتين الأساسيتين المذكورين أعلاه و اللتين قام عليهما مقاله المسيئة.فتكون استتابته التفصيلية لا المجملة منهما على وسائل الإعلام الوطنية توعية مسبقة للناشئة ضد هذا الاحتمال الوارد .
بقلم السالك ولد محمد موسى باحث في العلوم الإسلامية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى