الأخبار

بيان لإنكار التلاعب بالأذان وتمييع الديانة

 

 

بيان لإنكار التلاعب بالأذان وتمييع الديانة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على عبده وحبيبه خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين، ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين..
أما بعد؛
فقد تابعنا في منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم في موريتانيا، بقلق بالغ واشمئزاز كبير ما يجري ترويجه تحت أغطية التسامح وأقنعة الحوار من تمييع للإسلام وتسوية بينه وبين الديانات المحرفة والملل الأرضية المنتحلة.. وهو ما تسارعت خطواته منذ مطلع العام الجاري 2019، في تناغم مهين مع حملة صليبية “سلمية” مكشوفة يقودها بابا الفاتيكان للتمكين للصليب وتلميع عقيدة التثليث في ديار الإسلام.
وقد استُهِلَّ ذلك بالإعلان في دولة الإمارات مطلع فبراير الماضي عن إقامة ما سُمي زورا وبهتانا بـ”المعبد الإبراهيمي”، الذي يراد له أن يكون مكانا مشتركا لممارسة شعائر الإسلام والطقوس الكنسية واليهودية، مع بعضها البعض، باسطا “يد التسامح والمحبة والإخاء” إلى أكبر معبد بوذي هندوسي تم تشييده على الأراضي الإماراتية قبل ذلك بسنوات قليلة.
ثم تُوِّج هذا المسار منصرم شهر مارس الفارط بالإعلان في المملكة المغربية -على وقع أنغام الموسيقى الصاخبة- عن إنتاج النداء الجامع لأتباع هذه الملل كلها تحطيما للحدود العقدية بينها.. والمؤسف حقا أن يتم ذلك في معهد ديني لتكوين الأئمة والمرشدين، خلال أكبر نشاط رسمي للهزء بالدين وتدنيس الشعائر والاستهانة بالمشاعر عرفته الدول الإسلامية منذ البعثة إلى اليوم.. فضلا عما صاحب ذلك من تسمية أهل الكتاب المحرف مؤمنين، وتسمية ما هم عليه بالديانات التوحيدية.
وإزاء هذه التطورات الخطيرة، فإننا نذكر عموم المسلمين حكاما ومحكومين، بالأمور التالية؛
1- لا اعتراض لدينا على حسن المعاشرة والمعاملة لغير المسلمين، تأسيسا على قول الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، ولا اعتراض لدينا على حسن التحاور مع أهل الكتاب عموما، لقوله تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، ولا نعترض على تخصيص النصارى منهم بمزيد رفق وتلطف رعيا لقوله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).
2- نؤكد أن ما تقدم ذكره في النقطة الأولى لا يعني الاعتراف بوجود دين صحيح غير دين الإسلام لقول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، ولا يستلزم اعتبار ظنونهم مخرجة لهم من الكفر منجية لهم من عواقبه الوخيمة، فقد قال الله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، ولا يسوغ الاندماج معهم لقوله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ).
3- استنكارنا البالغ وبراءتنا إلى الله مما حدث في المعهد الديني بالرباط من مزج مهين بين شعيرة الأذان التي هي من اعظم وأجل القربات وبين الموسيقى الصاخبة والترانيم الصليبية واليهودية، ليختم المشهد المستهتر بمصافحة علنية منكرة بين من يفترض أن يكون قدوة لرواد مسجده، وبين نساء أجنبيات كافرات سافرات..
4- دعوتنا لقادة الدول الإسلامية إلى مزيد من التصالح مع ذاتهم الإسلامية والاعتزاز بدينهم والعمل على التمكين له ومناصرته في أوطانهم أولا، ثم في المحافل الدولية ثانيا.
5- دعوتنا لعلماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أفرادا وتكتلات إلى إنكار هذا المنكر الفظيع، وبيان الحق بصراحة واعتدال، ومواصلة جهودهم في تنقية الإسلام من الشوائب داخل البلدان والجاليات الإسلامية، والتعريف به بصورته الكاملة الناصعة في البلدان غير الإسلامية.
وختاما؛
نذكر الجميع سلطات وعلماء وعامة.. بما حكاه الله تعالى عن نبيه وكليمه موسى عليه السلام ثالث أولي العزم من الرسل؛ (قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).
الرئيس
محمد الأمين الحسن سيد عبد القادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى